حتى التفوق العلمي بـ الواسطة!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
فهل أصبح التفوق الدراسي بحاجة إلى الواسطة لنيل التكريم والاحتفاء؟ وهل أصبحت معايير اختيار أوائل الطلبة خاضعة لمزاجية واجتهاد المسؤولين؟ وهل يقبل أن يصل النفوذ والمحاباة إلى هذا الحد من المجاملة على حساب كرامة ومشاعر الناس؟ والأهم من ذلك هل يعقل أن مثل هذه الحالات تصل إلى مسامع كبار المسؤولين في جامعة الكويت وفي الجامعة الأميركية، بل على مستوى وزارة التعليم العالي دون أن ترمش لهم عين، وهم في مواقع يفترض أن يكونوا القدوة العليا تربوياً؟!في الحقيقة، إن هذا النوع من التقصير المتعمد يعتبر إهانة لهؤلاء المسؤولين أنفسهم، وإهانة لقدسية العلم ولمؤسساتهم التعليمية قبل أن تكون إهانة للطلبة المتفوقين وعوائلهم.ومثل هذا التصرف هو في الواقع طعنة في القلب لسنوات طويلة من المثابرة والاهتمام والتربية الصالحة للأسرة، فكون الطالب يتخرج بامتياز، بل يحقق المركز الأول على جامعة يعني أنه تغذى على التحصيل والدراسة والتفوق منذ الصف الأول الابتدائي، وعلى امتداد مراحل التعليم العام على مدى 12 سنة، ومن ثم 4 سنوات أخرى في الدراسة الجامعية، وبالتأكيد فإن لحظة إعلان هذا التفوق على الملأ قد لا تضاهيها فرحة وشعور بالفخر طول العمر، وإذا بمثل هذه اللحظة تسرق في وضح النهار؟! ولا أدري ما التعويض اللائق الذي يمكن أن يجبر القلب المكسور لمثل هذين الشابين، ولعل غيرهما ممن لم تصل مظلوميتهم إلى أسماع المسؤولين أو الرأي العام.وشخصياً آلمتني هذه الجريمة الأخلاقية والتربوية بحق العلم والتفوق وبحق مستحقي هذا التفوق، ومثل هذا الإهمال الجسيم من شأنه أن يطيح بكراسي المسؤولين المتقاعسين، ولكن ونزولاً عند رغبة هذين الطالبين وأسرتيهما بعدم تصعيد هذه القضية سياسياً وبرلمانياً أولاً من باب اليأس من إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء أو إصلاح هذا الخطأ الجسيم، وثانياً خوفاً على مستقبلهما الوظيفي أو بمواصلة دراستهما العليا من الانتقام، نكتفي بالقول فقط: عيب عليكم يا بعض أرباب التعليم!! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة