ادارة الرقابة... شرطة على الشرطة!
شكرا جزيلا للأخ بدر العنجري على روحه الإيجابية ونظرته المختلفة في التعامل مع الأمور، وفي المقابل أتمنى لو قامت ؤبإطلاق حملة للتوعية بوجود إدارة الرقابة والتفتيش وشرح دورها، هذا إن كانت موجودة وفاعلة حقا، وذلك من باب السعي لرفع مستوى الجودة في أداء منتسبي وزارة الداخلية.
وصلتني هذه الرسالة منذ أيام من الأخ بدر العنجري، وسأسردها مع تصرف بسيط: «هل تعلم بأن هناك إدارة بوزارة الداخلية تعتبر جهاز شرطة على الشرطة في الكويت؟ هذه الإدارة تسمى إدارة الرقابة والتفتيش، فإذا أساء لك أي ضابط أو شرطي في الشارع لا تتعب نفسك معاه، بس عليك أخذ رقم الدورية أو اسم الضابط أو رقم الشرطي، وفوراً أتصل على رقم 112 واطلب من غرفة العمليات تحويل مكالمتك لإدارة الرقابة والتفتيش بوزارة الداخلية. لا تعطي أي معلومات لموظف العمليات ولا تشرح له أي شيء، بس كرر طلبك بتحويل مكالمتك، والموظف ما يقدر يرفض طلبك لأن المكالمة مسجلة صوتياً، وعندما يقوم الموظف بتحويل المكالمة لإدارة الرقابة والتفتيش يمكنك شرح المشكلة، ولأن المكالمة مسجلة صوتياً ما في أحد يقدر يتأخر في متابعة الشكوى أو «يقمتها»، ومنها يتم استدعاء الضابط أو الشرطي للتحقيق معه ومعاقبته من دون واسطات مثل ما يسوون في المخافر. شكوى وشكوتين ضد الضابط أو الشرطي وراح يتأدب من الإساءة للناس وخاصة التحرش بالبنات».لا أعرف على وجه اليقين عن وجود هذه الإدارة، وإن كان ذلك فلا أدري عن مدى فاعليتها، وإن كانت تقوم بدورها المذكور أعلاه فعلا، ولكن ما لفت انتباهي في الرسالة هو أنها حملت روحا إيجابية مختلفة عن المعتاد! ما أقصده هو أنه ليس من عادتنا الحماس لأن نكون جزءا من معادلة الإصلاح، فقد اعتدنا إما على التذمر الدائم ووصم كل شيء بأنه فاسد، وألا فائدة ترجى من أي محاولة، وإما السعي نحو التصعيد وسلف المراحل والتصادم ومناطحة رأس الهرم مباشرة دون التفكير ولو للحظة بأهمية التدرج المنطقي في المعالجة، حتى يكون حجة لنا في وجه الطرف الآخر على الأقل.الرسالة المختلفة أعلاه تطرح حلا موضوعيا، أرجو أن يكون حقيقيا فعلا، للتعامل مع هذه المشكلة المتكررة والمترددة، والتي هي وجود أطراف سيئة وفاسدة من منتسبي وزارة الداخلية، لا تزال تسرح وتمرح، دون رقيب أو حسيب، لأسباب عديدة، من أولها وربما على رأسها، أن المتضرر لا يدري كيف يشتكي هؤلاء أو يأخذ حقه منهم، ويشعر غالبا بأنه معركة خاسرة سلفا لذلك يعزف عن المطالبة بحقه.شكرا جزيلا للأخ بدر العنجري على روحه الإيجابية ونظرته المختلفة في التعامل مع الأمور، وفي المقابل أتمنى لو قامت وزارة الداخلية بإطلاق حملة للتوعية بوجود هذه الإدارة وشرح دورها، هذا إن كانت موجودة وفاعلة حقا، وذلك من باب السعي لرفع مستوى الجودة في أداء منتسبي وزارة الداخلية من عسكريين ومدنيين، والسيطرة على العناصر الفاسدة والمؤذية منهم.