صيادو غزة يؤجرون مراكبهم للترفيه والأطفال يخشون ركوبها
يصر الطفل الفلسطيني فراس وهو في الثانية عشرة من عمره، على رفضه صعود مركبة بحرية صغيرة استأجرها والده لتوه، بهدف الترفيه عن أسرته خلال رحلة استجمامها على شاطئ بحر غزة الذي يعج بالمصطافين.وبدأ أصحاب مراكب الصيد المصطفة على امتداد شاطئ غزة، باستغلال فترة الصيف وكثرة المصطافين، لتأجير مراكبهم للعائلات، ولاسيما في ظل استهدافهم اليومي من قبل الزوارق الإسرائيلية، ومنعهم من مزاولة مهنتهم التي يعتاشون منها.
ويخشى الطفل فراس، من اطلاق الزوارق الإسرائيلية نيرانها في اتجاه عائلته في عرض البحر، او اعتقالها، مشيرا الى ما ارتكبته إسرائيل في عرض البحر قبل عدة اسابيع، وقتل متضامنين أجانب. وتشير معطيات لجمعية الدعم النفسي الاجتماعي، الى ان اكثر من 73 في المئة من الاطفال يعانون اضطرابات سلوكية ونفسية، نتيجة للعدوان الاسرائيلي المتواصل، موضحة ان أكثر من 4000 آلاف مواطن اتضح انهم يعانون مشاكلَ سلوكية ونفسية. ويقول الطفل فراس لـ"الجريدة"، وعلامات الرعشة والخوف تسيطر على وجهه الصغير: "أفضل اللعب على الرمال والسباحة بالقرب من الشاطئ على صعود مركبة داخل البحر"، ويضيف " الجميع شاهد على شاشات التلفزة كيف اقتحم اليهود سفينة الاجانب وقتلوهم واعتقلوهم، ونسمع يوميا اطلاق النيران تجاه مراكب الصيد".وتشدد الزوارق الإسرائيلية اجراءاتها بحق الصيادين الفلسطينيين خلال الآونة الاخيرة، وتحديدا في اعقاب الجريمة التي ارتكبتها بحق المتضامنين على متن "اسطول الحرية" اخيرا، وكان ضحاياها تسعة أتراك.ويقول أبو حسين، وهو صاحب مركبة صيد صغيرة في منتصف الاربعينيات من عمره لـ"الجريدة": "منذ سنوات وإسرائيل تستهدفنا في عرض البحر، وتمنعنا من الابحار والصيد"، وأضاف "أغلبية الصيادين باتوا عاطلين عن العمل، بعد مجزرة الحرية".ويلفت الصياد الفلسطيني الذي يعيل اسرة مكونة من سبعة افراد، الى تحويل اغلبية الصياديين مراكبهم الى مراكب للرحلات والترفيه عن المواطنين، مقابل فتات الشواكل.