رؤساء أحزاب المعارضة المصرية «خارج نطاق الخدمة»
متهمون بـ«الموالاة» للسلطة والانفصال عن الجماهير ورفض الحركات الشبابية الجديدة
يرى محللون أن السبب الأبرز في ضعف ووهن الأحزاب المصرية التقليدية المعارضة هو قادتها، ويشيرون خصوصاً الى انفصالهم عن الجماهير ورفضهم الحركات الشبابية.
تشهد الساحة السياسية في مصر حراكاً كبيراً بسبب نشاط الحركات المعارضة المضطرد منذ عدة أسابيع، ما يطلق تساؤلات استنكارية عديدة عن الدور الغائب للأحزاب المعارضة التقليدية الكبرى "الوفد" و"الناصري"، و"التجمع" و"الغد"، التي تعاني أمراضاً سياسية مزمنة، منها الصراع الداخلي المحتدم، والهامشية أمام السلطة وغياب الثقة بينها وبين جماهيرها.أباظة و«الوفد»ومنذ تولي محمود أباظة رئاسة حزب "الوفد" الليبرالي عام 2002 والحزب يعاني سوء السمعة، ولاسيما بعد الكشف عن صفقة سياسية عقدها مع الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم يحصل بموجبها على 23 مقعدا برلمانيا في الانتخابات البرلمانية المقبلة بالتزامن مع اتهامات وجهها العضو بالحزب والبرلماني عبدالعليم داوود بأن الحزب يتقاضى أموالاً من الخارج عن طريق الجمعيات الأهلية في إحدى جلسات البرلمان المصري.كل هذه الطعون التي تصاحب أباظة أدت إلى خوض فؤاد بدراوي صراعاً على رئاسة الحزب حاليا، وشهدت الجمعية العمومية للوفد صباح يوم الجمعة الماضي تطوراً كبيراً بتأجيل انتخابات الهيئة العليا للحزب، وهو ما دفع محمود صلاح القيادي في الحزب إلى القول إن الحزب تحول إلى "عزبة".ويؤكد رئيس حزب "الوفد" السابق نعمان جمعة لـ"الجريدة" وأحد المتنازعين على رئاسة حزب "الوفد" أن حزبه "لم يشهد هذا الانحدار منذ قيام ثورة 1919 بقيادة الزعيم الراحل سعد زغلول"، معتبراً أن "قيادة الوفد الحالية تعد احتلالاً له قضى على فعاليته بين القوى السياسية المختلفة".السعيد و«التجمع» أما رفعت السعيد (78عاما) الذي تولى رئاسة حزب "التجمع" اليساري خلفا لقائده التاريخي خالد محيي الدين سنة 2003، فقد أغرق الحزب في أجواء صراعية مشابهة وفصل أبو العز الحريري الذي كان نائبا له عندما أعلن أنه سيترشح أمامه على رئاسة الحزب، وتزايدت الاتهامات له بالولاء للنظام بعد تعيين الرئيس حسني مبارك له نائبا في مجلس الشورى.ولا يقتصر ضعف الحزب على ذلك، فهناك فجوة كبيرة بين الحزب وجماهيره من الشباب بسبب موقف السعيد من التغيير الذي تطرحه بعض الحركات المعارضة من خارج الأحزاب خاصة حركة "البرادعي"، ومن قبلها "كفاية" و"6 أبريل".«الناصري»وأدى غياب رئيس الحزب "الناصري" ضياء الدين داوود (84 عاما)، الذي يترأس الحزب منذ تأسيسه سنة 1993 بسبب ظروفه الصحية الصعبة، إلى أن يعيش الحزب أجواء صراعية مكتومة لخلافته بين أمينه العام أحمد حسن ونائب رئيسه سامح عاشور.ويكشف أحمد الجمال نائب رئيس الحزب "الناصري" لـ"الجريدة" أن وجود ضياء الدين داوود رئيس الحزب "الناصري" بات أدبيا ومعنويا فقط، ما تسبب في صراعات على القيادة داخل الحزب، وللأسف فإن جميع الأحزاب المصرية ومنها "الناصري" ترفض الاعتراف بالمؤسسية ولاتزال تنظر إلى العمل السياسي الحزبي من زاوية ضرورة وجود قائد ملهم يوجه تحركاتها. ويضيف الجمال أن عدم تعاقب الأجيال على قيادة الأحزاب من خلال انتخابات داخلية نزيهة يؤثر في صورتها أمام الجماهير وسيؤثر في مستقبلها.«الغد»وحزب "الغد" الليبرالي تبعثرت أوراقه وتاهت داخل أروقة المحاكم بعد حبس مؤسسه أيمن نور الذي صاحبه انشقاقات وانقسامات بينه وبين موسى مصطفى موسى، ووصل الصراع بينهما إلى أشده عندما أُحرق مقر الحزب من أحد الجانبين في أواخر عام 2008 بأيدي مجهولة، وبعد خروج نور من محبسه بالتسريح المشروط ارتفعت حدة الصراع بين الجبهتين.