لبنان: انتشال «الصندوق الأسود» وعدد من الجثث

نشر في 08-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 08-02-2010 | 00:01
الأسد يستقبل برّي: نقف مع لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي
تمكن الجيش اللبناني أمس، من انتشال أحد الصندوقين الأسودين العائدين للطائرة الإثيوبية، التي سقطت قبالة الشاطئ جنوب بيروت قبل نحو أسبوعين، بينما تم العثور على جزء مهم من الصندوق الثاني.

في اليوم الرابع عشر على سقوط الطائرة الإثيوبية في البحر بعد دقائق قليلة على اقلاعها من مطار بيروت الدولي، في طقس عاصف، تمّ أمس انتشال الصندوق الأسود الذي يؤمل ان يكشف سبب الكارثة التي قضى فيها تسعون شخصاً بينهم 54 لبنانياً، قبل أن يرسل الى باريس مع لجنة التحقيق، على متن الطائرة الخاصة برئيس الحكومة سعد الحريري.

وبعد أيام من البحث في عرض البحر، وجد أحد الصندوقين الأسودين وقمرة القيادة والقسم الخلفي للطائرة وبعض جثث الضحايا، على عمق 45 مترا قبالة بلدة الناعمة (12 كلم جنوب بيروت).

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني أنه "تم العثور على الجزء الأساسي من الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على جهاز تسجيل صوتي، وتم نقله إلى القاعدة البحرية في بيروت على أن يُسلَّم إلى فريق التحقيق".

وكانت قيادة الجيش ذكرت في بيان: "انتشل فوج مغاوير البحر الصندوق الأسود للطائرة الاثيوبية، وتم نقله الى قاعدة بيروت البحرية لتسليمه الى لجنة التحقيق".

وجاء في البيان أنه تم انتشال ثماني جثث اضافية بينها واحدة غير مكتملة، ما يرفع العدد الاجمالي للجثث التي تم انتشالها منذ سقوط الطائرة حتى يوم أمس، الى 23.

وقال وزير الاشغال والنقل اللبناني غازي العريضي، إن الصندوق الذي تم انتشاله هو "صندوق الداتا الذي يتضمن كل المعلومات التقنية عن أجهزة الطائرة"، ووصفه بأنه الصندوق "الأهم"، مشيراً الى أنه "سيرسل مع لجنة التحقيق الى فرنسا لتحليل معلوماته".

وأوضح العريضي أن "الآلية الدولية المتبعة هي أن يتسلّم مكتب التحقيق الفرنسي الصندوق الأسود وينقله الى باريس، ليفكِّك شيفرته ويحلِّلها ويضع تقريراً يتم تسليمه الى لبنان واثيوبيا والشركة المصنعة".

وتضم لجنة التحقيق التي شكلها لبنان ممثلين عن مكتب التحقيق الفرنسي، إضافة الى خبراء لبنانيين وإثيوبيين وآخرين من المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة.

وكان العريضي أعلن في وقت سابق، أنه "تم العثور على قمرة القيادة وهي خالية من الجثث"، وذلك في المنطقة نفسها التي عثر فيها أمس الأول، على الجزء الخلفي للطائرة، لافتاً الى ضرورة تصوير كيفية تموضع حطام الطائرة بدقة قبل البدء في انتشاله، لأن ذلك ضروري للجنة التحقيق.

وتساهم في عمليات البحث عن حطام الطائرة سفينة "أوشن أليرت" التي تملك قدرات تقنية عالية، وهي تابعة لشركة أميركية خاصة متخصصة في سبر أعماق البحار، بالاضافة الى قطع بحرية تابعة للولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان (يونيفيل)، وفنيين فرنسيين، الى جانب وحدات الجيش اللبناني المتخصصة.

وجمعت خلال الأيام الماضية أجزاء صغيرة عديدة من الطائرة، وأمتعة للركاب كانت طافية على سطح البحر قبالة بيروت، وقد عثر على قطعتين من الطائرة امام الساحل السوري.

وأكد عدد من المسؤولين المعنيين أن الطيار الإثيوبي الذي يتمتع بخبرة 20 عاما، لم يلتزم توجيهات برج المراقبة بُعيد اقلاعه في جو عاصف للغاية، لأسباب لن تكشفها إلّا المعلومات المخزنة في الصندوق الاسود وصندوق تسجيل احاديث قمرة القيادة، وكان لبنان واثيوبيا أكدا ان تحطم الطائرة لم ينجم عن عمل ارهابي.

الأسد وبرّي

أجرى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي محادثات في دمشق أمس، مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناولت آخر المستجدات اللبنانية والإقليمية والدولية.

وقالت الرئاسة السورية في بيان أصدرته عقب اللقاء، إن المحادثات تطرقت الى "التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد دول المنطقة والتطرف الإسرائيلي المرشح للقضاء على فرص إحلال السلام، من خلال إشعال المنطقة بالحروب وإدخالها في المجهول".

وأوضح البيان أن الأسد أكد وقوف بلاده "الى جانب لبنان حكومةً وشعباً، ضد أي اعتداء إسرائيلي قد يتعرض له"، وجدد "دعم لبنان ومؤسساته ومسيرة الاستقرار فيه وكل ما يعزز الوفاق الداخلي اللبناني"، مثمناً "المواقف اللبنانية الداعمة للتضامن اللبناني-السوري، واستعادة العلاقة المميزة التي كانت وستبقى بين الشعبين والبلدين الشقيقين".

من ناحيته، عبّر برّي عن "شكره للدور السوري الكبير في استعادة التوافق الداخلي، وصولاً الى قيام حكومة الوحدة الوطنية، ودعم الرئيس الاسد الدائم للبنان دولة وشعباً وجيشاً ومقاومةً في وجه التهديدات الاسرائيلية، وحرص سورية الدائم على تضامن اللبنانيين في ما بينهم، وعلى تطوير العلاقة في شتى الميادين الرسمية والشعبية".

وتأتي زيارة برّي الى دمشق، في أعقاب الجدل الذي أثاره الصحافي الأميركي سيمور هيرش، في مجلة "نيويوركر" الأربعاء الماضي، الذي نقل عن الأسد قوله إن "الحرب الأهلية في لبنان تحتاج إلى أيام لتنشب لا إلى أسابيع أو أشهر، ولا يمكن أن يطمئن أحد بشأن أي شيء في لبنان إلا إذا غيروا النظام برمّته".

وبينما اعتُبر ان ما نُقل عن الأسد ليس "دقيقاً"، ذكرت أنباء صحافية أن الحريري اتصل بالأسد مستوضحاً الأمر.

back to top