كل ما تراه وتسمعه وتقرؤه هذه الأيام مثير للضجر والملل والاكتئاب والأفضل لك أن تغلق عينيك وأذنيك لكي ترتاح، ولا تنسى أن تضع كماما على أنفك أيضا فرائحة المجاري في كل مكان، وهي ذاتها رائحة الفساد الذي عصف بالكثير منا، فلم يعد يفرق بين المال الحلال والمال الحرام، فكله مكسب وفائدة مادام لا يعاقب على ما يقترف من فعال، ومادام لا يرى أي ازدراء أو احتقار من أبناء مجتمعه الذين لايزالون يحترمونه، ويوسعون له في المجالس، ويدعون له بطول العمر، على الرغم من أنهم متيقنون من كونه «حرامي ابن ستين حرامي»!

Ad

وهنا تكمن المصيبة والطامتة الكبرى، فليست المصيبة أن يوجد بيننا بعض الفاسدين والمحتالين واللصوص، إنما المصيبة ألا نرى ضيرا فيما يصنع هذا الفاسد أو اللص، بل يتخذه كثير منا مثلا أعلى ينبغي السير على خطاه واتباع منهجه الفاسد، فهو في نظرهم «شاطر» أو «ذهين» يعرف من أين تؤكل الكتف، ويخرج بريئا من جرائمه «زي الشعرة من العجينة»!

وأنا أراهنكم من الآن، أن من تسبب بطفح المجاري وتلوث البحر و«لطش» الملايين بغير حق، لن يناله سوء ولن يعاقبه أحد، وسيخرج ظافرا منتصرا على من يعاديه بفضل عادة النسيان والتسامح التي تتمتع بها حكومتنا بعد انتهاء كل كارثة بأيام أو أشهر على أكثر تقدير، وحينها سينظر الجميع حكومة وشعبا بعين التقدير والاحترام لهذا المجرم لأنه طلع «مو هين» و«ذيب أمعط» ما ينصاد، وسيقول كل منا حسدا له «أهب ياوجهه» على رأي زملينا الوشيحي!

***

وصلتني هذه الرسالة، واكتشفت أنها منتشرة في الإنترنت بشكل كبير، تقول الرسالة: «شراب الينسون أو الروب مع الثوم أو الحليب بالكركم أو العسل مع الحبة السوداء، يعتبر «مضاد حيوي» ويعطيك «مناعة» من وباء إنفلونزا الخنازير... انشر»!

ومنا إلى وزير الصحة أن يتبنى تصنيع هذه الخلطة العجيبة التي لا أدري من ابتكرها، وعلى من أجرى تجاربه الناجحة من أجل القضاء على الفيروس أو الوقاية منه، وعلى الوزير أن يراسل منظمة الصحة العالمية لإبلاغها عن هذه الخلطة السرية ليتم القضاء على المرض عالميا لننقذ باقي الأمم من الموت المحتم الذي ينتظر أبناءها... «مساكين، حرام يموتون بجهلهم»!

ما شاء الله علينا، والله عندنا عباقرة، كل الأمراض وجدوا لها علاج بالعسل والحليب وحبة البركة «الأيدز، والسرطان، والسكري، والضغط، وإنفلونزا الخنازير»... «لا لا.. سهالات إن شاء الله، لا تؤجلوا المدارس ولا شيء، فقط زودوا الطلبة بالخلطة السرية العجيبة وستكون المناعة من المرض مضمونة، و... «انشر»!

***

مجموعة من شباب وشابات الكويت أبوا إلا أن يزرعوا الأمل في قلوبنا بأن الغد أجمل، وأن هذا الوطن رغم كل الإحباطات لايزال فيه من يعمل بصمت من أجل أن يرى ابتسامة بعض أبنائه ممن ابتلاهم الله بالإعاقة الجسدية، 13 متطوعا «زي الورد» شباب وبنات أنشؤوا ما أسموه بمجموعة «شباب الخير التطوعية» بقيادة النشيطة عنود العلي، هدفها إقامة بعض الفعاليات التي تجلب السرور لقلوب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بين الحين والآخر، وهم يقومون بهذا العمل بدافع إنساني بحت دون أن يتسلموا فلسا واحد على ما يقومون به، ومعظمهم من الطلبة الذين لا يبتغون سوى رؤية الابتسامة على وجوه أولئك الأطفال وأهاليهم.

وقد قاموا هذا الشهر بتنظيم فعاليتين احتفالا «بالقرقيعان» الأولى في مركز تنمية المجتمع بمنطقة الزهراء بالتعاون مع الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين، والثانية بالأكواريوم بالتعاون مع بنك برقان، ولدى هذه المجموعة الشابة الكثير من الأفكار والمشاريع الجميلة التي تحتاج إلى دعم مالي ومعنوي لتنفيذها، فإمكاناتهم المحدودة تقف حائلا بينهم وبين تنفيذ هذه الأفكار التي ستجلب السعادة لهؤلاء الأطفال.

عمل الخير أيها الإخوة ليس فقط في بناء المساجد وحفر الآبار وطباعة المصاحف، لكنه يشمل كل ما فيه سعادة الناس والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، وهو ما تهدف إليه هذه المجموعة الشابة، ولكل من يرغب في التواصل معهم والمساهمة في دعمهم هذا هو بريدهم الإلكتروني:

shabab_alkeer@hotmail.com

 

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء