تفاعلت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووعده بالثأر لاغتيال القيادي عماد مغنية على الساحة اللبنانية أمس، بالتزامن مع اعتبار الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن سبب قلق  إسرائيل هو وجود جيشين وسياستين في لبنان. وبينما حضر بندا النسبية والاقتراع المباشر على طاولة الحكومة أمس، اختتم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه زيارته بتأكيد الدعم الفرنسي المطلق للبنان في كل المجالات.

Ad

اختتم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه أمس زيارته  للبنان بإعرابه عن الاستعداد الفرنسي لمساعدة لبنان على تشكيل مجلس شيوخ، وترك للبنانيين حرية "تحديد الوقت الملائم لتشكيل مجلس شيوخ واعتماد نظام المجلسين"، معتبراً  أن هذا الأخير "قد يشكل في بيئة معقدة فرصة على لبنان التقاطها".

وجدد لارشيه، خلال حفل الغداء الذي أقامه على شرفه رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان في حضور كبار أركان الدولة، موقف فرنسا "الداعم لاستقلال لبنان وسيادته، وبسط سلطته على أراضيه كاملة".

وشدد على أن "الإرادة اللبنانية قوية بالعيش معا حتى أنها أقوى من كل الانقسامات، داخلية كانت أم مستوردة"، موضحاً أن "ما يعزز غنى لبنان هو الهويات الفرنكوفونية والعربية والمتوسطية التي يحملها هذا البلد، والتي تضاف الى دوره وتعززه في حوار الثقافات والحضارات".

ونوه الرئيس سليمان بالجهود التي تبذلها فرنسا لمساعدة لبنان ودعم استقراره وتطوره الاقتصادي والاجتماعي، مشدداً على ضرورة "تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي أقر في أعقاب الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، والتوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، التي ترفض أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين، مع إقرارها بحق العودة".

نصرالله - بيريز

وغداة رفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتيرة التهديد لإسرائيل بإشارته الى انه "إذا دمرتم بناءً في الضاحية سندمر أبنية في تل أبيب، وإذا قصفتم مطار رفيق الحريري الدولي سنقصف مطار بن غوريون"، متعهداً بثأر "لن يكون عبر أهداف متواضعة وإنما بمستوى عماد مغنيّة"، أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز "عدم وجود أي نزاع بين إسرائيل ولبنان". وقال بيريز: " لا أفهم على الاطلاق سبب إعراب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن قلقه من إمكان التصعيد في الشرق الاوسط نتيجة ما وصفه بالتهديد الذي تشكله إسرائيل". ولفت الى أن "إسرائيل تركت لبنان تماماً، معتبراً أن "القلق القائم يرجع إلى وجود جيشين في لبنان وسياستين".

وفي إطار المواقف من التهديدات الاسرائيلية، أكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن المقاومة التي أثبتت أنها فوق الانقسامات الداخلية والحساسيات المذهبية وأنها عابرة لجغرافية الأحزاب والطوائف والمناطق"، موضحاً أنه "في أي حرب قادمة لن يقاتل حزب الله العدو الإسرائيلي لوحده، لأن المقاومة تضم في صفوفها اليوم الآلاف من المقاومين سنة وشيعة ومسيحيين".

ورأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، رداً على توصيف الإسرائيل لبنان بأنّه "دولة من ورق"، ان "دولة اللبنانيين تنطلق بتوافقٍ وتكاملٍ بين شعبها وجيشها ومقاومتها وحكومتها من أجل الحفاظ على سيادة الدولة".

ردود على نصرالله

ولاقت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردوداً من بعض الأطراف السياسية، إذ لفت وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ الى أن "لبنان ساحة مفتوحة أمام كل الاحتمالات، وكأن هناك جنرالاً عسكرياً هو السيد نصرالله يخاطب جنرالاً اسرائيلياً عن عملية الردع من فوق رؤوس الشعوب"، معتبراً ان "خطاب نصرالله متقدم ونوعي، ويعطي إشارات إلى المرحلة المقبلة، ويزيل الكثير من الأوهام حول امكانية عقد طاولة الحوار ووضع استراتيجية دفاعية للبنان".

وجددت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الدعوة إلى "ضرورة انطلاق طاولة الحوار الوطني في أقرب فرصة ممكنة للتوصل إلى استراتيجية واحدة تحظى بتوافق وطني شامل للدفاع عن لبنان في مواجهة الأخطار الخارجية المحدقة به وحفظ أمنه الداخلي"، مشددة على أن "تجنيب لبنان الأخطار إنما هو عنوان أساسي للاستراتيجية الوطنية ويقتضي أن يبدأ الحوار في هذا الشأن سريعاً".

ورأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أن "المشكلة هي في وجود السلاح خارج إطار الدولة"، وقال: "هذا لا يؤدي الى بناء دولة أو إلى حماية لبنان"، معتبراً أن "الفريق المؤيّد لوجود السلاح غير الشرعي، على الرغم من موافقته على الحوار حول كيفية حماية لبنان، فإن قراره متّخذٌ وخطّته موضوعة وهي ليست برسم المراجعة".