حكومة إسرائيل قدمت خطتها لتأمين سلامة الشعب في حال قيام حرب مع حزب الله، وتفقدت الملاجئ، واستكملت نواقصها، وباشرت تطبيق الخطة على وزرائها ثم نواب البرلمان ثم موظفي الحكومة، فالمدارس، فالأهالي في بيوتهم، فالأسواق...

Ad

والكويت - التي تجاورها إيران الساعية إلى امتلاك برنامج نووي، والتي قد تنشب بينها وبين أميركا وحلف الناتو معركة ولا ذات الصواري، وسينالنا من الحب جانب، وستدوسنا حوافر الخيل وهي في طريقها من وإلى إيران – لم تقدم حكومتها لا خطة ولا شطة. ليش؟ لأن الكويتيين أقوياء، لأن الكويتيين من الفولاذ المقاوم للطعج والبعج، لأن الكويتيين من الستانلس ستيل، بقطرة صابون واحدة سيدتي ومسحة واحدة يعود كما كان.

وخير يا طير إذا اندلعت الحرب الأميركية الإيرانية، وتاهَ صاروخ نووي عن قطيع الصواريخ وفقدَ أمه، واتجه إلى الأراضي الكويتية؟ يخسي أكبر صاروخ يهز شعرة في أصغر طفل منا، وسنمشي برؤوس مرفوعة، ولن نشارك الفئران جحورها، وكيف ننجحر ونحن ذرية من قال فيهم عمرو بن كلثوم في معلقته: "إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ، تخر له الجبابر ساجدينا / ألا لا يعلم الأقوام أنّا، تضعضعنا وأنّا قد ونَيْنا / ألا لا يجهلن أحدٌ علينا، فنجهل فوق جهل الجاهلينا". وشاعرنا الوطني الكبير أحمد الشرقاوي يقول: "جمبلي جمبلولو". وقد أعذر من أنذر يا إيران ويا أميركا، ألا هل بلغنا، اللهم فاشهد.

وأي سخص من السخوصة، على رأي محمود السعدني، ينطلق صاروخ في وجهه، فلينحرف بجسمه يساراً، ثم بسرعة ينحرف يميناً، وسينخدع الصاروخ بإذن الله، وسيمر بجانب أذنه لهُ وزيز، اززززز. هذا والله أعلم، ها خوتي ها.

أما إذا تعمدت إيران إطلاق صواريخها علينا، فسنرد عليها بصواريخ بناتنا اللواتي يخبئنها تحت حجاباتهن، فنأمرهن بالوقوف صفاً واحداً، وجوههن باتجاهنا وظهورهن باتجاه إيران، فإذا بدأ تبادل القصف، ينحنين إلى الأمام قليلاً، ثم يرفعن رؤوسهن بسرعة، فينطلق صاروخ كلّ منهن مع حجابها. والبادئ أظلم.

***

البادرة الإنسانية تجبرك على تحية صاحبها، بعدما كدنا ننسى كلمة "إنسانية". وبادرة معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك سيتذكرها الناس بعد أن أمر معاليه بنقل أسر شهداء حرب أكتوبر في مصر لزيارة قبور ذويهم. وهي بادرة ستصب الماء على ركام القبور لتعيد إليها لدونتها في ذاكرة الشعب... شكراً أبا صباح، فهذه هي الكويت، وهذا هو جيشنا الذي لا ينسى دماء أبنائه، وهؤلاء هم شيوخنا. ورحم الله شهداءنا الأبطال.

***

عزاؤنا لرئيس التحرير الزميل خالد الهلال المطيري في وفاة هلال فجحان هلال المطيري، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.