الكويت مسرح وبنك للإرهابيين!

نشر في 29-07-2009
آخر تحديث 29-07-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: جميل أن يَقتصَّ أعضاء مجلس الأمة لكرامة المؤسسة التشريعية بشأن قوانين الرياضة... لكن أين هي الرياضة في الكويت؟

***

لن يكون حادث القبض على الخلية النائمة في 15 يوليو الجاري، التى اعترف أعضاؤها بتقديم دعم لوجستي مالي إلى خلايا تنظيم «القاعدة» في كل من العراق وأفغانستان واليمن، هو الحادث الأخير. فالكويت أصبحت نقطة عبور واتفاقات وترتيبات حركية وتمويلية لأعضاء تلك الخلايا بسبب موقعها الجغرافي الذي لا تحسد عليه وتجاورها مع السعودية والعراق.

وهذا قدر الكويت التي شهدت منذ السبعينيات أنماطاً من الإرهاب قامت بها جهات مختلفة الإيديولوجيات لتنفيذ أجنداتها الإرهابية سواء كانت قومية أو دينية، مرتبطة بالقضية الفلسطينية أو أحداث الساحة اللبنانية، ثم أحداث حقبة الثمانينيات ودخول التنظيمات الإسلامية الشيعية كـ«حزب الله» و«حزب الدعوة» و«حركة أمل» حيث كان لإيران دور محوري في الكثير من تطوراتها. ثم حقبة التسعينيات، حيث نما تطرف الجماعات الدينية السُنيّة، لا سيما المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الذي ساهم في أحداث نتج عنها تغيير دراماتيكي في العلاقات الدولية، خصوصاً تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

الكويت دولة صغيرة في حاجة إلى حلفاء تستند إليهم في مهمة التعامل مع الإرهاب، ولا نقول القضاء عليه؛ لأن مسألة إنهاء الإرهاب تبدو نظرية بحتة، فنمو هذا المرض الذي تعانيه دول كبرى في حاجة إلى شروط داخلية وإقليمية ودولية مجتمعة، وما الاحترازات التي تقوم بها دولةٌ ما إلا محاولة لحفظ أمنها الوطني فترة زمنية محدودة.

وقد شهدت الكويت منذ عام 1991 أكثر من عشرين حادثاً مختلفاً من حيث القوة والتأثير والجماعات التي تقف وراءها، وأبرزها أحداث عام 2005 التي دارت رحاها في مناطق سكنية بين إرهابيين وجهاز أمن الدولة وقوات وزارة الداخلية وراح ضحيتها أفراد من قوات الأمن.

مسألة الإرهاب في الكويت بمجملها قضية «نائمة - فائقة» معاً، تصحو وتنام بحسب ما يجري في الإقليم الذي تعيش فيه الكويت، وكذا الأحداث الدولية التي تكون طرفاً مباشراً أو غير مباشر فيها، والاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب الاثنتا عشرة التي وقعت عليها خطوة في الطريق الصحيح، على اعتبار أن مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية بين الدول، لكن المهم أيضاً هو استقرار الأمن في العراق وهدوء جبهة العلاقات الأميركية - الإيرانية واستتباب الأمن الوطني في اليمن وأفغانستان، ولعل العلاقات القوية التي تربط الكويت بالسعودية كانت وستظل ركيزةَ بناء لمكافحة هذه الظاهرة التي تؤرق أمن الشعوب.

وأخيراً، فإنه لا مناص من تحقيق عنصر السلم الاجتماعى في بلدان المنطقة، والسلم هنا مرهون بالمشاركة والحرية والأمن الشخصي. كما أنه لا يمكن تجاهل مسألة الاتزان المطلوب من الولايات المتحدة الأميركية في إدارة مصالحها في المنطقة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top