ناس مو كفو حشيمة

نشر في 21-06-2009
آخر تحديث 21-06-2009 | 00:01
 أحمد عيسى ما كدنا نتفاءل ونستمتع بنتائج الانتخابات الأخيرة، متأملين روعة مشهدنا السياسي الجديد، حتى فاجأنا عدد من نواب المجلس بما هو خارج التوقعات.

مجموعة من النواب انسحبوا من جلسة أداء اليمين الدستورية لأسباب تعددت بين الحجاب، وعودة الأحمدين العبدالله والفهد، وعدم توزير واحد من أبناء عمومتهما، وبينهما مَن أراد من الحكومة تقديم خطة قبل أن تمارس أعمالها، هكذا كل أراد تسجيل موقف، والخروج كمنتصر دون أن تكون هناك معركة سوى في أذهانهم.

النائب مسلم البراك قدم استجواباً لوزير الداخلية بعد أسبوع من أداء الحكومة يمينها الدستورية، ليلحقه اليوم، حسب زعمه، النائب مبارك الوعلان باستجواب وزيري الداخلية والدولة لشؤون مجلس الوزراء، قبل أن تعبر الحكومة الأسبوع الثالث من عمرها، فقط ليثبت لنا نظافة يده وتلوث يد غريمه السيد حسين القلاف، وهما اللذان أزعجاني بلغتهما الساذجة، وتبادلهما تصريحات لا تليق بمراهقين، عبر خدمات إخبارية غير مهنية لا تفرق بين الخبر والإثارة و»المعاياة».

النائب محمد هايف مَنَّ علينا أخيراً وصفح عن الشيعة، وبيّن وجها متسامحاً لم نألفه عليه، بعد تأكيده أنه يكن لأهل البيت الكرام كل التقدير، واشترط على الشيعة عدم مساسهم بالصحابة، مقابل عدم تعرضه للشيعة من طرفه، فقبل الطرفان الهدنة بعد 1400 سنة من القطيعة، فتناول العطار غداءه عن هايف، وعاده هايف بالمستشفى.

حفلة شتائم تخللت الجلسة الأخيرة، بين النواب خلف دميثير ومبارك الخرينج وسعدون حماد، مقابل عادل الصرعاوي من الجهة الأخرى، فقط لأن الأخير تحدث عن نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ أحمد الفهد، بما لم يعجب الثلاثي، فأصبح الصرعاوي «بيسري ابن بيسري»، وشخصانيا، ونائبا لا يعرف الأصول.

ورغم أن رئيس المجلس شطب ما دار من المضبطة، وطالب الصحافة بعدم نشر ما دار، لكن شرار الكلمات وصل أطراف الكويت شمالاً وجنوباً خلال ربع الساعة الفاصل بين رفع الجلسة وعودتها للانعقاد، فتحول خبر «الجريدة» بهذا الخصوص يوم الأربعاء الماضي إلى الأكثر مشاهدة، وبلغ عدد التعليقات عليه، حتى منتصف أول من أمس 95 تعليقا بعضهم يرى أن الصرعاوي «مخطئ»... وآخرون يرون أن سعدون هو «المخطئ».

في الكويت هناك أناس يصنفون بأنهم «مو كفو حشيمة»، وبسببهم حُل مجلس الأمة، ويبدو أنه في طريقه للحل أيضاً، لنعود ونصطف وننتخب، بعد أن يقسموا لنا مراراً بأنهم ليسوا سبب التأزيم، ولا يتحملون وزر ما يقوم به زملاؤهم، لكن عليهم أن يتذكروا أن «النفس عليهم حامضة» هذه المرة، لأننا لا نريد انتخابات تأتينا بمثل هؤلاء، حتى لو كلفنا ذلك حلاً دستوريا آخر، فما نراه من عبث وتعسف يجب ان يكون لهما رادع.

back to top