هل أصبح الـ«فيس بوك» وسيلة بديلة عن الصحافة لدى القوائم الطلابية بالجامعة؟

نشر في 21-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 21-02-2010 | 00:01
«قوائم الجامعة»: أداة سهلة ومجانية للتواصل مع الطلبة
تعتمد شعبية القوائم الطلابية على كيفية تواصلها مع الطلبة لنيل أكبر قدر من دعمهم، وإحدى طرق التواصل الجديدة شبكة التواصل الاجتماعي المعروفة باسم الـ"فيس بوك".

تحاول القوائم الطلابية في جامعة الكويت وبقية المؤسسات التعليمية المختلفة إيجاد طرق متنوعة للتواصل مع الطلبة من جانب، ومن جانب آخر تسعى إلى تخفيض المصاريف المالية الكبيرة التي لا تتحملها بعض القوائم على الوسائل الاعلانية التقليدية كطباعة البوسترات، ولذا انتقلت القوائم من طباعة "البوسترات" الإعلانية إلى انشاء المواقع الالكترونية واقتحام شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى آخرها من طرق، لتصبح وسيلة إعلامية أساسية لإعلانات القوائم الرسمية والتسويق لنفسها، مما يهدد بعزل القوائم عن استخدام الصحافة أو غيرها من وسائل الإعلام كأسلوب أساسي للتواصل مع المجتمع والطلبة.

وعندما بدأت القوائم الطلابية في جامعة الكويت في خوض غمار المنافسة عبر شبكة الانترنت، كانت البداية مع القائمة المستقلة التي كانت تملك موقعا رسميا على شبكة الانترنت تتواصل بشكل مباشر مع الطلبة الراغبين في التواصل مع أعضاء القائمة بشكل أو بآخر، لتتبعها قوائم الائتلافية والوسط الديمقراطي واخيرا القائمة الاسلامية في استخدام نفس النهج، ولم تكد موضة "المنتديات" تنتشر بشكل جيد حتى بدأت القوائم كذلك في استخدام النهج نفسه، فالبداية كانت مع موقع مستقل دوت أورغ الذي لا يعتبر موقعا رسميا تابعا للقائمة المستقلة في جامعة الكويت، بل أعلن استقلاليته بشكل كامل مرارا وتكرارا عن القائمة المستقلة، عبر تأكيد إدارة المنتدى أن حمل فكر الاستقلالية لا يعني تبعية المنتدى بشكل رسمي للقائمة المستقلة، اما منتدى الائتلافية والوسط الديمقراطي فهما يتبعان قائمتيهما بشكل رسمي وبتأكيد هيئات التنسيق المختلفة في كل من القائمتين.

«فيس بوك»

ولم تكن انظار القوائم الطلابية غافلة عن مدى انتشار موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بين صفوف كافة شرائح المجتمع خاصة فئة الشباب منهم، لذلك سارع عدد كبير منهم لتأسيس مجموعات (Groups) في هذا الموقع للتواصل بشكل فعال أكثر مع مؤيديها المنتشرين، وكذلك للإعلان بشكل مباشر عن أي نشاط تريد القائمة ان تنشره بشكل فوري لمؤيديها دون عناء الاتصال بشكل فردي بكل شخص منهم.

وأصبحت كل مجموعة تابعة لقائمة معينة في الـ"فيس بوك" خلال وقت قصير تنافس نظيرتها بعدد مشتركيها او مؤيديها حسب نوع المجموعة، حيث يتيح نظام الفيس بوك بنوعين من المجموعات، اما النوع الذي يسمح لمستخدمي الموقع بالاشتراك ضمن المجموعة واستخدام كافة مميزات المجموعة، أو الطريقة الثانية التي تكون فيه المجموعة مفتوحة لتسجيل الاعجاب بالمجموعة دون المشاركة في عضويتها.

أندية «مؤيدين»

ومن الملاحظ في أغلب مجموعات القوائم الطلابية الموجودة على الفيس بوك انها ورغم فائدتها الملحوظة للقوائم تنطلق بشكل غير رسمي، أي انها في الأغلب لا تحظى بموافقات هيئات التنسيق لكل قائمة لسبب أو لآخر، والقوائم التي تعارض قانون فصل الاختلاط كمبدأ من البديهي ان تخاف الدخول بشكل مباشر في الصدام الذي ستواجهه لوجود اختلاط وذلك بوجود المشتركين والمشتركات في المجموعة، ولعل هذا السبب الأهم والرئيسي في خوف تلك القوائم من اتخاذ مثل هذه المجموعات كطريقة تواصل رسمي لها، رغم ان الائتلافية كمثال تتخذ من منتداها "المختلط" طريقة تواصل رسمية بينما تتجاهل بشكل أو بآخر وسيلة الفيس بوك.

ولهذا اتخذت مجموعات القوائم الطلابية في شبكة الفيس بوك كأندية مؤيدين للقوائم على غرار اندية المعجبين بالفنانين والفنانات أكثر منها منابر رسمية للقوائم الطلابية تعلن من خلالها اخبارها وأنشطتها أولا بأول.

فوائد

دائما ما تكون أهم الأسئلة لدى القوائم في استخدامها لأي وسيلة اتصال متعلقة بالفائدة المرجوة من ورائها، فهل فعلا طريقة الفيس بوك هذه مفيدة للقوائم الطلابية، وتأتي لهم بالأصوات المطلوبة وهي العملية الاهم لدى كل قائمة مهما اختلفت افكارها وتوجهاتها؟

من الواضح أن جميع القوائم الطلابية بلا استثناء استفادت بشكل أو بآخر من وجود مجموعاتها عبر الفيس بوك، فإعلان الاخبار بشكل فوري والدعوة إلى حضور الانشطة والفعاليات التي تقيمها القوائم الطلابية أشياء تفيد القائمة بشكل مؤكد، ولم تقتصر القوائم الطلابية على امتلاكها هذه المجموعات، بل تعدى الامر إلى تكوين مجموعات سنوية للروابط والجمعيات العلمية تحتوي بياناتها على انشطة وفعاليات الرابطة او الجمعية، وتنتهي المجموعة حين انتهاء السنة النقابية، أو تغيير السنة من خلال عنوان المجموعة في الفيس بوك اذا استمرت نفس القائمة في مقاعد الرابطة عاما آخرن ووسط هذا كله هناك من يرى أهمية وجود وسيلة تحكم عمل تلك المجموعات رغم اهميتها، فقد أيّد منسق القائمة المستقلة في جامعة الكويت أحمد الميلم وجود مجموعات القوائم على الفيس بوك لما فيها من فائدة للقوائم والطلبة على حد سواء، فمن خلال هذه المجموعات يمكن للقوائم اعلان اهم المواضيع التي تهم الطلبة كمواعيد التسجيل ومواعيد "الباي فورس"، بالإضافة إلى الاختبارات وما إلى ذلك، وأشار إلى انه على الرغم من فوائدها من اللازم ان يكون هناك تحكم مناسب في هذه المجموعات حتى لا تسيء بشكل أو بآخر للقائمة نفسها، وهو ما لم يعارضه رئيس اللجنة الإعلامية في قائمة الوسط الديمقراطي علي جعفر الذي أكّد أن مجموعات الفيس بوك تساهم في نشر أفكار القائمة واخبارها وكذلك تعتبر وسيلة نشر إعلامية للقائمة بشكل مجاني، بالإضافة إلى اننا لا نجد أي ضرر من استخدام مثل هذه الوسيلة بل على العكس فوائدها كثيرة.

أوباما والـ"فيس بوك"

وفي حين أوضح جعفر أن كثيرا من الشخصيات المهمة في مختلف انحاء العالم بمن فيهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما استخدم الفيس بوك للتواصل مع مؤيديه مما يؤكد بشكل قاطع فائدة هذه الطريقة للتواصل الاجتماعي أكّد منسق القائمة الحرة في جامعة الكويت محمد الموسوي أن للفيس بوك فوائد متعددة وخصوصاً للقوائم، فأحيانا الجامعة لا تسمح بتوزيع بروشورات في أي وقت مما نضطر معه إلى استخدام وسائل تواصل مع الطلبة، والفيس بوك إحدى هذه الوسائل.

لعل السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو "بعد الفيس بوك للتواصل بين القوائم الطلابية والطلبة، ما هو التالي؟ هل ستشغل موجة شبكة التواصل الاجتماعي الأخرى twitter التي باتت تضاهي قوة الفيس بوك اجتماعيا، حيزا في شبكة التواصل بين القوائم والطلبة أم ستظل المتعة دوما وأبدا في استخدام طرق التواصل التقليدية؟!

back to top