«فلاش باك» مونودراما حديثة مع «ستاند آب كوميدي»
العتروس يمتاز بتقنية عالية في التمثيل حركياً وصوتياً
استمتع الجمهور بالعرض المسرحي التونسي "فلاش باك" الخميس الماضي، وصفّق بعد كل لوحة نتيجة إبداع الممثل الرائع آدم العتروس.
أحسن ما فعله المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هو اختياره مونودراما "فلاش باك" ضمن فعاليات "صيفي ثقافي 5"، وهوعرض يستحق أن يشاهده الجمهور الكويتي، لأنه من العروض الحديثة على المشهد المسرحي العربي.قدمت فرقة بدعة التونسية عرضها على خشبة مسرح الدسمة، وهو من تأليف وإخراج حسام الساحلي وتمثيل آدم العتروس الذي شارك في التأليف أيضاً.مسرحية "فلاش باك" تنتقد واقعنا العربي من خلال قصة شاب يدعى "جلول" يعود بذاكرته إلى الماضي للكشف عن الأسباب التي أدت إلى تعاسته، مستدعياً الشخصيات التي أسهمت في ذلك ولها تأثير كبير في حالتَيه النفسنية والإنسانية، فيستدعي موقفاً حدث له في الماضي أيام دراسته مع أستاذه صاحب الشخصية المتسلطة فجعلها حاضرة، ومدرس الجغرافيا أيام الثانوية، وتابع "جلول" استحضار تلك الشخصيات المؤثرة به منذ طفولته إلى مرحلة الشباب متنقلاً من شحصية إلى أخرى مثل: (والده، وأبو خطيبته، أم خطيبته، وأخوها). يعتمد هذه العمل على مسرحية الممثل الواحد أو ما يسمى في المصطلح الدرامي المسرحي مونودراما (Monodrama)، لكنه لا يتوقف عند المونودراما ذاتها التي نعرفها بل إلى عرض الرجل الواحد (One Man Show)، مستخدماً كذلك فن التمثيل الصامت بنوعيه المايم (Mime) والبانتومايم (Pantomime)، إضافة إلى النمط الفني الجديد الوافد إلى عالمنا العربي، رغم أن أوروبا وأميركا قد قدمت منذ عشرات السنين فن "ستاند آب كوميدي" (Stand- Up Comedy)، فمن أشهر مقدمي هذا الفن في العالم هو النجم الأميركي إيدي ميرفي.اللافت في العرض هذه اللياقة الكبيرة والتقنية العالية في التمثيل من قِبَل الفنان آدم العتروس، من مرونة في التعبير الحركي والاستعراض الراقص والتلوين في الأداء الصوتي في التنقل من شخصية إلى أخرى، أثبت العتروس أنه يحمل كاريزما خاصة في لعب التراجيديا والكوميديا في آن واحد مع التمتع بقدرات رفيعة في الأداء الحركي.كما قدم مخرج المسرحية سينوغرافيا رائعة عرفت كيف تتعامل مع الخشبة الفقيرة، واستطاع بحرفية ملء الفضاء المسرحي، إضافة إلى الاختيار الجميل للمؤثرات الصوتية المسجلة والحية التي أبدع فيها الممثل نفسه باستخدامه تقنية صوته.نتمنى من المجلس الوطني أن يستقطب هذا العرض في مهرجانات أخرى، نظراً إلى أهميته على كل الصعد الفنية، خصوصاً تقنية الممثل وكيفية استخدام السينوغرافيا.جدير بالذكر أن "فلاش باك" عُرض مئة مرة منذ عام 2005، وشارك في العديد من المهرجانات والتظاهرات المسرحية في تونس وخارجها، من بينها الدورة الرابعة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومهرجان الأردن.