عشرات الأميركيين انضموا إلى الإرهابيين!
استنتجت الدراسة التي نفّذها ضابط العمليات الخاصة الأميركي السابق براين جينكنز أنّ شخصاً من أصل 30 ألف مسلم أميركي يميل نحو التطرّف، وهو واقع "يشير إلى الشعب الأميركي المسلم الذي يعارض الإيديولوجيا الجهادية ودعوتها إلى العنف".
يوم الثلاثاء، قال أحد أكبر مستشاري الرئيس في شؤون مكافحة الإرهاب والأمن الوطني إنّ عشرات الأميركيين انضمّوا إلى الجماعات الإرهابية وأصبحوا يشكّلون خطراً فعلياً على الولايات المتحدة ومصالحها في الخارج.قال جون برينان، نائب المستشار الأمني في شؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في البيت الأبيض: "برأيي، يوجد عشرات الأميركيين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم، وهم يشكّلون مصدر قلق كبير بالنسبة إلينا".
خلال مقابلة مطوّلة مع صحيفة واشنطن تايمز، قال برينان إنه لن يتكلم عن لوائح أسماء الإرهابيين الأميركيين المستهدفين، لكن بحسب قوله، تجهد وكالات الاستخبارات ووكالات تنفيذ القوانين الأميركية في تعقّب المجنّسين الأميركيين وحاملي الجوازات الأميركية الذين يطرحون تهديدات أمنية مثل رجل الدين في القاعدة المتمركزة في اليمن، أنور العولقي. وأضاف برينان: "هم يثيرون قلقنا، لا بسبب جواز السفر الذي يحملونه، بل لأنهم يفهمون طبيعة عملياتنا هنا، ويتمتعون بمهارات معينة، سواء كانت متعلقة باللغة أو معرفة الأهداف المحتملة. هم يشكّلون مصدر قلق شديد، ونحن مصمّمون على تجريدهم من مهارتهم التي تساعد على تنفيذ الاعتداءات الإرهابية".جاءت هذه التعليقات ردّاً على أسئلة بشأن الإجراءات التي يعتمدها الرئيس لتنفيذ ضربات قاضية ضد مواطنين أميركيين انضموا إلى "القاعدة" أو جماعات إرهابية أخرى.في 3 فبراير، أكّد دينيس بلير، الذي كان حينها مديراً للاستخبارات الوطنية، خلال شهادة أدلى بها أمام الكونغرس، ضرورة الحصول على إذن خاص من القوى العسكرية أو الاستخبارية قبل توجيه ما سمّاه بـ"الضربات المباشرة" ضد المواطنين الأميركيين.من أبرز الأسلحة التي استُعملت في العمليات الأخيرة التي نفّذتها وكالة المخابرات المركزية والجيش الأميركي، كانت الهجمات التي تعتمد على طائرات بلا طيار مجهزة بالصواريخ في أفغانستان، والعراق، وباكستان، والصومال واليمن. قالت الإدارة إنها قتلت عشرات الإرهابيين أو أكثر نتيجةً لهذه الضربات خلال السنوات الأخيرة.واجه ذلك النشاط انتقاداً واسعاً في تقرير صدر في وقتٍ سابق من هذا الشهر، بقلم فيليب آلستون، المحقق المستقلّ في جرائم القتل خارج نطاق القضاء في الأمم المتحدة، وهو قال إنّ خطوة مماثلة قد تنتهك القانون الإنساني الدولي.حذّر اتحاد الحريات المدنية الأميركي في رسالة وجهها إلى أوباما، في 28 أبريل، من أنّ البرنامج الراهن الذي يقضي بقتل الإرهابيين في الدول الخارجية سيشكّل سابقة بالنسبة إلى الدول الأخرى لدفعها إلى قتل الإرهابيين المشبوهين في جميع أنحاء العالم.يُقال إنّ رجل الدين المولود في الولايات المتحدة والمواطن الأميركي الذي يسكن الآن في اليمن هو على رأس قائمة المستهدفين من الولايات المتحدة.لن يدلي برينان بأي تعليق بشأن تفاصيل العمليات القاتلة أو الإجراءات المتّبعة لاستهداف الأميركيين.قال برينان: "إذا كان الشخص مواطناً أميركياً وكان في ساحة المعركة في أفغانستان أو العراق في محاولةٍ منه للتهجم على قواتنا العسكرية، فسيواجه ردّاً عنيفاً من الجيش الأميركي، وإذا كان شخص أو مواطن أميركي موجودا في اليمن أو باكستان، أو الصومال، أو أي مكان آخر، وكان يحاول تنفيذ اعتداءات ضد المصالح الأميركية، فسيواجه أيضاً ردّاً عنيفاً من الأميركيين. وقد يتّخذ الرد أشكالاً عدة". وأضاف برينان: "بالنسبة إليّ، يجب ألا يتمكّن الإرهابيون من الاختباء وراء جوازات سفرهم وانتمائهم الوطني، ويشمل ذلك المواطنين الأميركيين، سواء كانوا في الخارج أو هنا في الولايات المتحدة. ما نحتاج إلى فعله هو تطبيق المنهجية المناسبة والقيام بالردّ المناسب".لقد زادت محاولات المواطنين الأميركيين لتنفيذ اعتداءات إرهابية غير متطورة في الولايات المتحدة بشكل هائل في السنوات الأخيرة. آخر مثال على ذلك هو فيصل شهزاد الذي اعترف في المحكمة، هذا الأسبوع، بأنه فخّخ مركبة في جادة تايمز سكوير في نيويورك، في مساء 1 مايو. واعترف أيضاً، خلال إدلاء شهادته في المحكمة، بأنه تدرّب على صنع القنابل مع حركة طالبان الباكستانية.ذكرت أحدث دراسة أجرتها مؤسسة راند عن التطرف الأميركي "المحلي" المزعوم ارتفاعاً ملحوظاً في الاتهامات الموجّهة إلى أميركيين دُرّبوا على تنفيذ أعمال عنف جهادية خلال السنتين الأخيرتين.يقول التقرير إنّ 81 شخصاً اتُّهموا بجرائم إرهابية بين عامي 2002 و2008. كذلك، اتُّهم 42 شخصاً بجرائم مماثلة عام 2009، وشخصان إضافيان عام 2010.استنتجت الدراسة التي نفّذها ضابط العمليات الخاصة الأميركي السابق براين جينكنز أنّ شخصاً من أصل 30 ألف مسلم أميركي يميل نحو التطرّف، وهو واقع "يشير إلى الشعب الأميركي المسلم الذي يعارض الإيديولوجيا الجهادية ودعوتها إلى العنف". خلال مقابلة الخميس، قال برينان أيضاً إنّ الفكرة التي روّج لها أسامة بن لادن وقادة آخرون في "القاعدة" عن الإسلام رفضها العالم الإسلامي على نطاق واسع.في الشهر الماضي، أدلى برينان بانتقادات في خطاب قال فيه: "الجهاد هو معركة مقدّسة، وعقيدة شرعية في الإسلام، تعني تنقية النفس أو المجتمع". وقال برينان إنّه عارض منح صفة الشرعية لما سمّاه تفسير القاعدة "المنحرف" للإسلام.في هذا السياق، قال برينان: "من الواضح أنّ بن لادن والقاعدة مقتنعان بأنهما ينفّذان هذه الأجندة المقدّسة وهذا الجهاد بحذافيرهما. لكن من وجهة نظري، لا يمكن أن نسمح بأن يظنّوا وبأن يقتنع باقي العالم والإرهابيين المستقبليين بأنّ القاعدة هي التمثيل الشرعي للجهاد والإسلام".كذلك، قال برينان إنّ وكالات تنفيذ القوانين الأميركية تملك الوسائل اللازمة لمراقبة المنتديات الإلكترونية التابعة للقاعدة والتي أثبتت في الماضي أنها بوابة لتجنيد العناصر في المنظمة الإرهابية، لكنه أكّد أيضاً ضرورة أن ترتكز أي تحقيقات أو عمليات مراقبة لهذه المواقع على أدلة دامغة. وأضاف قائلاً: "لا بدّ من وجود قاعدة أو أساس معين لتبرير أيّ شبهة حول تورّط أحدٍ في أعمال غير شرعية، فلا يبرر مجرّد الانخراط في الخطابات السياسية، حتى لو كانت متطرّفة، إطلاق عجلة التحقيقات".اعترف برينان في نهاية المقابلة بوجود نوع من الاستمرارية بين سياسات مكافحة الإرهاب في عهد الرئيس بوش وفي عهد الرئيس أوباما، على الرغم من بعض الاختلافات.وختم قائلاً: "في هذا المجال، بُذلت جهود متواصلة كثيرة من جهة الإدارة السابقة. توجد بعض الفروق المهمّة، لكن أحياناً يتمّ التعامل معها بشكل مبالغ فيه. نحن نرتكز على بعض الخطوات التمهيدية الناجحة من بين تلك التي نُفّذت حتى الآن".Eli Lake إيلي ليك