طبع مايكل محمد نايت روايته "تقوى كور"، وقام بنسخها وبيعها في مواقف سيارات أحد المساجد، وفي عام 2005 التقطها أحد الناشرين لينشرها ويعيد نشرها ناشر آخر في عام 2008 لتحقق انتشاراً مذهلاً في أوساط الشباب المسلمين في أميركا الشمالية. تأسست مجموعة من الفرق الموسيقية تحت تأثير الرواية التي حاولت البحث عن صوتها الجديد وهويتها الجديدة كشباب مسلمين لهم صوت بين أقرانهم من الديانات الأخرى (أرجو أن نلاحظ هنا أن المسلم المعني هو ليس المسلم العربي أو الشرقي)، وترجم الرواية سينمائيا المخرج الكندي المسلم عمر مجيد، وهو من أصول باكستانية، وربما تأثر بأن ما نقله مايكل محمد هو عن باكستان على وجه الخصوص.

Ad

العمل الذي قام به مايكل محمد نايت- كما يرى عمر مجيد- هو مرجع رائع للشباب المسلمين الذين ينشأون في المجتمعات الغربية ويعيشون حدة المواجهة بين المفهوم التقليدي للهوية الإسلامية والمفهوم العصري. قد لا يعجب المرجع أصحاب النظرة الأحادية للإسلام بالرغم من أن مسلمي الشرق لديهم مساجدهم ولديهم أيضا فرقهم الموسيقية ومحطاتهم الفضائية، وفي المقابل ليس لدى المسلم الغربي سوى مسجده وما يقدمه له الغرب من فنون وموسيقى. ليس ما أطرحه هنا هو بالضرورة ما أتفق أو أختلف معه، ولكنه موضوع لم يكن مطلوبا منا مناقشته قبل كتاب مايكل محمد ورؤية الشباب الذين اتبعوا طريقته في الاختلاف والتعبير. ما قدمناه للغربي هو الصورة المتجهمة والرافضة لكل أشكال الحياة الغربية، وهو ما لم نستطع أن نطبقه في حياتنا الشرقية. ولست في حاجة إلى الاستدلال بصور الحياة وتعددها في الكثير من دول العالم الاسلامي.

مايكل محمد يقول عن نفسه: "أنا لست مثالا للمسلم الجيد. أنا مسلم فقط لا أشرب الكحول، أصلي وأصوم"، ولكن مايكل أيضا فنان مسلم. وربما المصادفة أن يتعرف مايكل على الإسلام من خلال أغنية ورد في كلماتها ذكر الداعية مالكم اكس. كان مايكل في الثالثة عشرة من عمره (مواليد 1977)، وفي الخامسة عشرة قرأ سيرة مالكم اكس التي كتبها الكس هايلي، وفي سن السابعة عشرة اعلن إسلامه أمام والدته الكاثوليكية التي شجعته واشترت له الكتب وكانت تصحبه إلى المسجد كل يوم. سافر الى إسلام أباد ليدرس الإسلام على نفقة والدته، ويعود الى كاليفورنيا باحثا عن شكل مغاير للشاب المسلم في العالم الغربي. في لقاء مع مايكل محمد على إحدى القنوات قال: صدمني كثيرا التباين بين الإسلام البسيط والمسلم المعقد، صدمني أننا نتحدث عن الرسول الكريم وسنته التي نتبعها، وننسى أبسط ما يميز شخصيته الرائعة، تواضعه ورحمته وعطفه. صدمني أن شيخا يدرسني سألني ذات يوم "هل أمك مسلمة؟" فقلت لا إنها أيرلندية كاثوليكية. فرد الشيخ: إن لم تسلم فأمك في النار"، ويكمل مايكل بدهشة: ولكنها فعلت كل شيء لكي أبقى مسلما، وهي التي تدفع لي تكاليف دراستي الإسلامية. فرد الشيخ: "لن يشفع لها ذلك فلم يشفع لعم الرسول محمد ما فعله من أجل الدين".

ما يريده مايكل محمد والشباب المسلمون في أميركا الشمالية هو اللطف في الخطاب، وتفهم الانتقال الزمني الطبيعي للشخصية البشرية في مراحل مختلفة من العمر والشخصية الإسلامية ليست استثناء، وما يحتاج إليه المسلم الشاب في الشرق أيضا ليس بعيدا عن ذلك، والجميل أن مايكل ومجموعته لم يعلموا أننا نطلق على الشاب الليبرالي المسلم: ناكح أمه.