أبْخس الأثمان!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا، ولأنه لم يقرأ التاريخ الفلسطيني قراءة جيدة ولأن شهوة الحكم قد استبدت به منذ اللحظة الأولى فإنه بقي يرفض الانضمام إلى المسيرة الفلسطينية، وبقي يتمسك بمعادلة أن "حماس" جابَّة لما قبلها، وأنها سترث الأولين والآخرين، وأنه من أجل هذا لا بد من تدمير منظمة التحرير، ولا بد من أن يكون عنوان جهاده وجهاد حركته هو: "إن الغاية تبرر الوسيلة" ولذلك ولأن الغاية هي الوصول إلى السلطة، فإنه ليس حراماً ولا عيباً القيام بذلك الانقلاب الأسود قبل عامين الذي سيبقى وصمة عارٍ في تاريخ الشعب الفلسطيني. ما كان على مشعل أن يبقى يراهن على أصحاب "المال الحلال"، وعلى الذين كل ما يهمهم هو أن يحسنوا مواقعهم في المعادلة الإقليمية، وأن تقبلهم الولايات المتحـدة كـ"مقاول" لهذه المنطقة، وذلك إلى أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، فاضطر إلى استجداء ما كان يرفضه استجداءً وذلك وإن هو غلَّف تنازلاته بشروط كورقة التوت لم تحقق غرض ستر ما أقدم عليه. إن من أهم صفات القائد أن يكون رائداً و"الرائد لا يكذب أهله"، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، ولذلك فإن المفترض أن خالد مشعل قد استشعر التطورات قبل وقوعها وعرف أن الذين راهن عليهم واتخذ المواقف التي اتخذها من أجلهم ومن أجل مشاريعهم "بيَّاعون" وأنهم سيتخلون عنه وعن تطلعاته قبل أن يصيح الديك، وهذا هو ما أثبتته وقائع الفترة الأخيرة. الآن ولأن هناك متغيرات حقيقية وفعلية بالنسبة إلى شركائه في تحالف "فسطاط الممانعة" فإن خالد مشعل بات يدلِّل على بضاعته كتاجر مفلس مضطر إلى بيع ما لديه بأبخس الأثمان، ولذلك ولأن مشوار التنازل يبدأ في العادة بالخطوة الأولى، فإنه حتماً ستكون هناك وقريباً خطوات لاحقة مماثلة كثيرة، وهنا فلعل ما ينطبق على هذه الحالة هو قول لينين: "إنك إن تراجعت أمام الخصم خطوة واحدة، فإنه سيضاعف الضغط عليك لتتراجع أمامه عشر خطوات إضافية جديدة". كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء