«سي محمد»... والجرعة الدبلوماسية الأصيلة

نشر في 27-07-2010
آخر تحديث 27-07-2010 | 00:01
التحول من سياسة الإملاء الى سياسة الإقناع، وحرص الدول على التحول إلى مراكز ثقافية واقتصادية عبر تعزيز الجاذبية الثقافية والاستثمارية معا يعتبران من أساسيات الدبلوماسية العامة.
 د. ندى سليمان المطوع "الدبلوماسية العامة كالأرصاد الجوية، الجميع يتحدث عنها وقليلون يفقهون معناها". المقولة لأستاذ العلاقات الدولية جوزف ناي.

 تحدثت في المقال السابق عن فرص تطبيق الدبلوماسية العامة في مجال المنظمات الدولية، واستخدام الدبلوماسية الثقافية لعلاج قضايا  تطرقت لها البيانات الختامية للمؤتمرات العربية المتعددة، كالأمن الغذائي، ومكافحة الفقر، وتطوير التعليم في الوطن العربي، وبرامج دعم العمالة وتشغيلها والحد من البطالة.

واليوم، وأنا في ضيافة معالي محمد بن عيسى وزير خارجية المملكة المغربية السابق وصاحب المبادرة الثقافية "منتدى أصيلة" الذي انطلق هذا العام بالعلوم والآداب والفنون والموسيقى، واحتوتني مظلة الدبلوماسية المغربية من خلال المنتدى لألقي محاضرة عن الدبلوماسية العامة والثقافية، والتي لو تابعنا مسار التحول إليها من السياسة التقليدية عبر مشاركة المنظمات غير الحكومية في تنفيذ المشاريع الدبلوماسية لوجدنا مراحل ومحطات مرت بها المؤسسات الرسمية، متأثرة بعوامل متعددة كالعولمة والتحديث الإداري ومنها:

1 - التحول من الاعتماد على موظفي الدولة الرسميين إلى  الاستعانة بالجماعات الناشطة من المثقفين والكفاءات وأهل المعرفة.

2 - الانتقال من أسلوب المواجهة إلى أسلوب الحوار ومن استخدام القوة وإلى  المصالحة.

4 - الاتجاه من المسؤولية الرسمية إلى المسؤولية الاجتماعية  social responsibility وبروز دور النشطاء والمبادرين الاجتماعيين social entrepreneurs واستخدام قوى الثقافة لتوجيه الدبلوماسية العامة عبر تبادل الثقافة والمعلومات والفنون تحت مظلة المنظمات غير الحكومية. (مركز بلفلر للعلاقات الدولية, 2008)

وأخيرا... فالتحول من سياسة الإملاء الى سياسة الإقناع، وحرص الدول على التحول إلى مراكز ثقافية واقتصادية عبر تعزيز الجاذبية الثقافية والاستثمارية معا يعتبران من أساسيات الدبلوماسية العامة، ولا يخفى على أحد أن هناك دولا طامحة لتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والاستثمارية في منطقه الخليج، وأبرزها الكويت، حيث استندت إلى خروجها من حقبة الهواجس الأمنية قبل عدة أعوام إلى تعزيز جاذبيتها الاقتصادية لدخول حقبة جديدة, وعلينا اليوم دعم الجاذبية الاقتصادية، وذلك مواكبة لدخولنا في مرحلة التنفيذ لخطة إنمائية ضخمة.

كلمة أخيرة: نجحت المملكة المغربية في تعزيز جاذبيتها الثقافية عبر تحويل المسار السياحي إلى الثقافة والفنون، باستخدام أدوات الإعلام الخارجي لجذب أهل العلم والثقافة، وبفضل نجوم تألقت في المنتدى ومنها السيدة لطيفة خرباش وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والتعاون، والسفير المخضرم عبدالهادي التازي، فهنيئا لها ذلك النجاح.

back to top