يعيش نتنياهو وليسقط العرب!
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء كيان صهيوني مغتصب للأرض بُني على أنقاض جثث الفلسطينيين وآلامهم وتشردهم في أصقاع الأرض، لكن لا تملك إلا أن تحترم إخلاصه لقضيته ورفضه للخضوع للمطالب العالمية التي تقف ضد كيانه الغاصب وأهدافه التوسعية. وهنا أتحدث تحديداً عن خطاب نتنياهو الأخير حول تصوره عن السلام مع الفلسطينيين لأنه دافع عن قضيته، حتى إن كانت باطلة، بينما نتنازل نحن عن حقوقنا برغم أحقيتها وشرعيتها.
ما يثير السخرية والضحك هو ردود الفعل العربية الرسمية الغاضبة على خطاب نتنياهو بحجة أنه تخلى عن التزامات كيانه الغاصب تجاه ما يسمى بعملية السلام، وضرب بالمطالب الغربية عرض الحائط بإيقاف الاستيطان عبر تلاعبه بالألفاظ باستخدام مصطلح «النمو الطبيعي للمستوطنات»، هذا إضافة إلى شرط أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. فماذا تتوقع الأنظمة العربية الخائبة من هكذا كيان وهكذا رئيس وزراء؟! وماذا تتوقع أن تكون النتيجة بعد أن قررت هذه الأنظمة دخول المفاوضات من دون أي أسلحة للمساومة؟! فالعلاقات الدبلوماسية المتبادلة مع العدو مقامة منذ سنوات عديدة وسلاح النفط والطاقة وضع في غمده وتم دفنه، والخضوع للإملاءات الأميركية في تزايد مستمر، بل إن السكوت عن الإهانات بات أمراً مألوفاً، فوزير خارجية الصهاينة قال يوما «فليذهب الرئيس الفلاني إلى الجحيم»، و»يجب هدم السد العالي» ومع ذلك ليس لدى المهان أي مشكلة في التعامل مع هذه الحكومة ورئيس وزرائها، لكن لو كان مثل هذا الكلام صادراً من وزير خارجية إيران مثلا قبل تبوئه منصبه، لقامت الدنيا ولم تقعد ولاستخدمت هذه العبارات شماعة لاستمرار قطع العلاقات وللتنبيه إلى الخطر الفارسي!والأمر لا يتوقف عند حد الاستسلام والانبطاح فحسب، بل وصل إلى حد تآمر بعض هذه الأنظمة ضد كل من يريد استعادة الحقوق العربية بالمقاومة. فالبداية كانت بحرب تموز ضد لبنان حيث انكشف التواطؤ والضوء الأخضر العربي للكيان الصهيوني لارتكاب ما يريده من المجازر لإنهاء ظاهرة «حزب الله» التي أحرجت هذه الأنظمة أمام شعوبها. ثم تم إعادة السيناريو نفسه في حرب غزة قبل ستة أشهر ضد حركة «حماس»، وفي الحالتين فشلت إسرائيل وأميركا والأنظمة العربية المتواطئة معها في إخماد نار المقاومة المشتعلة في دماء الشعوب الحية. والدليل الآخر على هذا التواطؤ ما قاله رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري خلال جولته الأخيرة في المنطقة من أن الدول العربية وإسرائيل تعمل معاً لمواجهة الخطر الإيراني، وإنها قلقة من إيران أكثر من قلقها تجاه بعضها. وهذا الكلام مترجم فعلاً على الأرض بدليل الحربين الأخيرتين وما نراه أخيراً من استمرار حصار غزة ومنع إيصال السلاح إليها بأي وسيلة، والحملة الوقحة التي شنت على «حزب الله» بسبب تهريب السلاح البدائي لغزة، وهو واجب لكل إنسان شريف يريد نصرة قضاياه وحماية الشعوب المستضعفة في وقت باتت هذه الأمور من المنكرات في هذا الزمن الأغبر، بينما لم تنبس هذه الأنظمة الخائبة إلى الآن ببنت شفة على أحدث الأسلحة الفتاكة والمدمرة التي يتم تزويدها للكيان الصهيوني بشكل دوري. فمن يرضى على نفسه الهوان لا يحصل إلى على الإهانات المستمرة، ومن يرضى على نفسه أن يحارب شعوبه بالوكالة عن أعدائه ويرضى بالتنازل عن حقوقه الشرعية لن يحصل إلا على الفتات والتجاهل، فها هو الرئيس الأميركي يرحب بخطاب تننياهو بعد أسبوعين فقط من خطابه للعالم الإسلامي وتحدثه عن معاناة الفلسطينيين، وكذلك فعل بعض الرؤساء الأوروبيين مع أن نتنياهو تجاهل خارطة الطريق والمبادرة العربية ودعوات وقف الاستيطان... لذلك حسنا فعل نتنياهو بالأنظمة العربية حتى تنكشف أكثر فأكثر على حقيقتها و»عساها على هالحال وأردى»... «فهذا سيفوه وهذي خلاجينه»!