شيخ الأزهر يدعو إلى وقف «الهمز واللمز» بين الشيعة والسُّنة
قيادي مصري شيعي: لا بد من «اعتذار» الأزهر قبل أي دعوة إلى التقريب
أثارت التصريحات الأخيرة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب حول ضرورة التقريب بين الشيعة والسُّنة موجة من ردود الأفعال المتناقضة، فقد رحب علماء الأزهر بهذه الدعوة باعتبارها تنهي حالة الانقسام بين المذهبين، في حين رفضت قيادات شيعية في مصر دعوة الطيب، مطالبين الأزهر باعتذار عما لحق بهم من تهم تخوين وعمالة لأطراف خارجية. وكان شيخ الأزهر كتب في مقاله الأسبوعي في جريدة "الأهرام" المصرية أمس الأول، تصوراً لسبل التقارب بين الشيعة والسُّنة، مطالباً بوقف عمليات "الهمز واللمز" بين الطرفين التي تهدف إلى النيل من أصول المذهبين.
وقدم الطيب في برنامجه عدة نقاط لإنقاذ عملية التقارب بين المذاهب، فقد طالب بصورة حاسمة علماء الأمة الإسلامية من جميع المذاهب بالتصدي للعابثين بتراث الأمة ومقدساتها، والتبرؤ المعلن والصريح من كل ما يعكر صفو العلاقة لحسابات سياسية حيناً وحسابات خارجية حيناً آخر.كما شدد شيخ الأزهر على ضرورة "العودة بالخلافات إلى أروقة الدرس ومجالس العلماء المغلقة صيانة لهذه الأفكار الدقيقة من أن تصبح في متناول من لا يملكون أدوات الفصل فيها"، مؤكداً ترفع الأزهر عن هذا الصراع، ومحذراً من أن تؤدي "الاستفزازات المستمرة إلى أن يضطر علماء الأزهر إلى خوض حرب يفرضها عليهم إخوانهم". وأشاد الطيب بروح الحوار الراقي الذي ساد فترة بين الشيعة والسنة في الماضي، وكان من نتيجته أن أعلن شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت الاعتراف بالمذهب الإمامي كمذهب خامس على قدم المساواة مع المذاهب السنية الأربعة.وأكد الإمام الأكبر أن جهود الأزهر وشيوخه في التقريب بين المذاهب لا يمكن مقارنتها بأي جهود أخرى، وكان الرد موجات من التبشير الشيعي حتى في بلد الأزهر، حتى انتشرت الكتيبات التي تدعو إلى مذهب الشيعة بأقلام مصرية وغير مصرية، مطالباً بوقف الهمز واللمز بين علماء السُّنة والشيعة، وعدم التعرض كل لمذهب الآخر ومصادره وشيوخه لوقف باب الجدل والشقاق.وعبّر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشيخ جمال قطب عن ارتياحه لدعوة شيخ الأزهر، قائلاً: "الحمد لله قد صدق حسناً وتتابعت أضواء الخير على يد الإمام الأكبر، فمن نظرة جيدة إلى مناهج التعليم الأزهري إلى دعوة كريمة منه لسيادة قيم الدين والعلم بطرح الخلافات في دوائر متخصصة بعيداً عن المناخ العام، فهذا شأن الدعاة الذين يرجون لله وقاراً، كما أن تأكيد فضيلته وجوب منع اللمز والهمز إنما يعبر عن المستوى الفكري الأعلى والأرقى في أخلاق المسلمين جميعاً".وقال أحمد راسم النفيس، أحد قيادات الشيعة في مصر: "إن شيخ الأزهر في مقاله كان مبهماً ولم يوضح موقفه من شيعة مصر، على الرغم من حديثه الإيجابي عن دعوة التقارب في عهد الشيخ شلتوت، لكنه لم يدرك أن العصر تغير، وأن شيعة مصر تم اعتقالهم وتعذيبهم وتم تخوينهم من قبل علماء الأزهر، وهو ما يتطلب اعتذاراً من الأزهر إلى شيعة مصر قبل أي دعوة إلى التقريب، على الرغم من أن شيخ الأزهر الحالي ليس مسؤولاً عن أخطاء الماضي، لكنه أصبح مسؤولاً بحكم منصبه الحالي".