بعد طي صفحة الانتخابات البلدية اللبنانية وتأكيد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود "إنجاز الامتحان من دون توتّر"، يحظى مشروع الموازنة باهتمام الساحة المحلية، في ظل استمرار صدور المواقف المنتقدة.

Ad

بعد اجتياز لبنان الرسمي والشعبي امتحان الانتخابات البلدية في محطاته الأربع، وبعد إجراء القوى السياسية جردة بالانتصارات والخسارات "البلدية"، أجرى وزير الداخلية والبلديات زياد بارود تقييماً للمسار الانتخابي الذي استهله منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، مشدداً على أن "العملية الانتخابية انتهت بأفضل المناخات الممكنة، إن على مستوى القانون أو على مستوى الاجراءات، أو على مستوى ما يحصل في البلد من معطيات".

ولفت بارود، خلال مؤتمر صحافي  عقده أمس، الى أن "إنجاز الانتخابات في موعدها ليس انجازاً، إنما خطوة على طريق تطبيق القانون"، مشيراً الى أن "الخلاصات التي يجب أن نأخذها هي أنه رغم الضغط السياسي في لبنان والمنطقة، فقد استطاع اللبنانيون أن يحافظوا على مبدأ دورية الانتخابات وإنجاز الامتحان من دون توتر".

وشدد بارود على أن "العملية الانتخابية أظهرت الحاجة الملحة إلى إدخال إصلاحات جذرية للقوانين الانتخابية"، ورأى أن "الحوادث الأمنية التي حصلت وفعالية ضبطها دليل صوابية خيار اجراء العملية الانتخابية البلدية في 4 مراحل"، موضحاً أن "نسبة الاقتراع التقريبية 47 في المئة، بينما بلغت نسبة النساء 5.6 في المئة في كل لبنان".

وأكد ان "حادثة ضهر العين المؤسفة لم يكن لها أي علاقة بالانتخابات"، موضحاً أن "مسألة المال الانتخابي بقيت آفة يكثر الكلام عنها ويندر الدليل عليها في ظل عدم وجود ضوابط تشريعية".

اعتراض عكّاري

واعتراضاً على نتائج الانتخابات البلدية في بلدة دنبو بقضاء عكار، أقدم بعض الاهالي المناصرين لرئيس البلدية السابق على قطع الطريق الرئيسي المؤدي الى البلدة، واشعلوا النار في اطارات السيارات، وسط هتافات تطالب بإعادة الفرز.

كذلك شهدت بلدتا القرقف والحيصة بعض المشادات والعراك والتضارب بالعصي، وتدخلت قوى الامن وفضت هذه الاشكالات واعادت الامور الى طبيعتها.

في موازاة ذلك، يتوجه وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، الى دمشق اليوم على رأس وفد من وزارته للقاء نظيره السوري وتنسيق القضايا المشتركة. وكان مجلس الوزراء تابع أمس، استكمال مناقشة مشروع الموازنة، بعد ان أنجز في جلسة أمس الأول، البنود المتعلقة بموازنة عدد كبير من الوزارات.

ومن المتوقع ان تحيل الحكومة الموازنة الى مجلس النواب، على ان تتولى اللجنة الوزارية المعنية البت لاحقاً بالمخرج القانوني لعملية قطع الحسابات العائدة الى موازنات السنوات الاربع السابقة.

واستبق رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون التئام مجلس الوزراء أمس، بالحديث عن "وجود مخالفات جسيمة في تنظيم الموازنة"، وطالب وزراءه بـ"عدم تمرير أي بند مخالف للقوانين حتى لو أرغموا على ترك الحكومة"، مشدداً على أنه "من الممنوع تمرير أي بند خارج الدستور وكل قرش يصرف يجب أن نعلم أين يذهب".

ورأى عون أنه "لا يجوز وجود أشخاص ضد المقاومة وأشخاص معها في الحكومة، وهذا لا يجوز ان يستمر لأن الموضوع يتعلق بأمن البلاد"، لافتاً الى ان "من يشككون لا يقدمون أي حل سوى الاستسلام وهم يكشفون الوضع اللبناني أمام التهديدات الاسرائيلية".

وحول جريمة ضهر العين، أكد عون ما قاله رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بأن "هناك دائما عنصرا من القوات اللبنانية مع عنصر آخر". وقال: "التربية على الحقد والكراهية ستقتل صاحبها، وسنطفئ كل هذه المعالم التي تبشر بهذا الموضوع".

وكشف عون عن زيارة قريبة ينوي القيام بها الى زحلة، وقال: "هناك من سيفرحون وآخرون لن يفرحوا، ومن لا يفرح فليضرب رأسه بالحائط".

وكان النائب السابق إيلي سكاف أكد صباح أمس، الترحيب بزيارة العماد عون الى زحلة، موضحاً "اننا حتى الآن لسنا على علم بذلك، ولا خلافات كبيرة بيننا".

السفير الإيراني

ومن السراي الحكومي، أكد السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي "استعداد بلاده التام لفتح صفحة جديدة في العلاقات الرسمية بين البلدين".

وأشار، بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى أنه "تم الاتفاق على ضرورة تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً المجالات العلمية والجامعية".

وأثنى أبادي على مواقف الحريري "التي يطلقها في لبنان أو تلك التي أطلقها خلال زيارته إلى واشنطن"، معرباً عن شعوره بأن "الأرضية ليست ممهدة للعدو الإسرائيلي للقيام بأي حرب على لبنان".