دم مسلم الحار والاستجواب البارد


نشر في 18-03-2010
آخر تحديث 18-03-2010 | 00:00
 أحمد عيسى انتهت جلسة استجواب وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله يوم أول من أمس على تقديم طلب بحجب الثقة عنه قدمه عشرة نواب، ما يعني أنه سيواجه هذا الاستحقاق الخميس المقبل.

جلسة الاستجواب كانت باردة، ربما لأن الاستجواب نفسه جاء متأخراً عن موعده بثلاثة أشهر حينما ظهر محمد الجويهل على التلفزيون واحتشد الآلاف اعتراضاً على ما قال، يومها صرح النواب بأنهم سيكسرون الخط الأحمر، ويذهبون إلى حد مساءلة رئيس مجلس الوزراء.

وحده النائب مسلم البراك استطاع أن يعطي للجلسة نكهة مميزة، وزادها سخونة حينما تحدث مؤيداً للاستجواب دون أن توقفه مداخلات وتعليقات الرئيس أو قطرات الدم التي تناثرت مع كلامه.

«بوحمود» انطلق في كلامه من بيت القرين، مستشهداً ببسالة أبطال المقاومة الذين ضربوا لنا مثلاً في كيفية التلاحم والوحدة الوطنية، حيث اجتمعت الكويت ممثلة بجميع أطيافها تحت سقف ذلك البيت قبيل ساعات على تحريرها من القوات الغازية العراقية.

وقتها بدا الوزير غير مكترث لما يدور في القاعة، حيث جلس واضعاً رجلاً على رجل، ومداعباً سبحته، ومعطياً نصف ظهره للمجلس، وكان حينما يغير موقعه إما يلتفت لشرب الماء وإما للحديث مع أحد أعضاء فريقه وإما لتبادل الابتسامات مع من ينظر إليه.

الوزير تحدث طويلاً دون أن يرد على الاستجواب، قال كلاماً كثيراً وزوده بمعلومات وأرقام منذ ثلاث سنوات تناولت عدد القضايا المرفوعة من وزارة الإعلام بحق مؤسسات إعلامية بلغت 162 مخالفة بحق صحف و47 بحق قنوات فضائية، منها 28 مخالفة ازدراء الدستور.

أسماء مقدمي طلب حجب الثقة تبين أننا أمام واقع جديد، والحسبة المفترضة تضمن لمقدم الاستجواب 20 صوتاً على الأقل في صفه، بالإضافة إلى أن من بين المقدمين سالم النملان وشعيب المويزري ومبارك الخرينج، وتحدث مع الاستجواب فيصل الدويسان، أما نواب التيار الليبرالي وكتلة العمل الوطني (إذا كانت فعلا موجودة) فلم يظهر لهم أي موقف حتى نهاية الجلسة، وهو ما ينذر باحتمال تغيير في المواقف حتى جلسة التصويت على حجب الثقة.

ربما يجتاز وزير الإعلام جلسة حجب الثقة، لكنه حتماً سيكون انتصاراً مهزوزاً، فالوزير الذي تحدث مناصراً للحريات وموضحاً دوره في تطبيق القانون كان أداؤه محل استجواب فيما لايزال حبر تصوراته لتغليظ قانون المطبوعات والمرئي والمسموع طرياً لم ينشف.

back to top