ماذا ينقص الكويت؟!


نشر في 11-12-2009
آخر تحديث 11-12-2009 | 00:00
 د. محمد لطفـي هل تستحق قضايا مثل منع الاختلاط والظواهر السلبية وخلافات الشيعة والسُنّة والبدو والحضر... إلخ أن تمسك بخناق البلد وتجعله «محلك سر» طوال أكثر من 10 سنوات؟! فتشغل الحكومة كسلطة تنفيذية والبرلمان كسلطة تشريعية والإعلام والصحافة كسلطة توجيهية ونقدية طوال تلك السنوات من أجل لا شيء.

سؤال يتردد في عقلي منذ وفدت إلى الكويت للعمل بها منذ أكثر من 10 سنوات: ما الذي ينقص الكويت لتكون دولة- لن أقول من دول العالم الأول ولكن على الأقل- من دول العالم شبه المتقدم؟

ما الذي ينقص الكويت لتحتل مكانة أفضل مما هي فيه دولياً وعربياً؟ لن يكون طموحي جامحاً وأتخيلها من الدول الثماني الكبرى ولا من نمور آسيا، ولكن السؤال هل مكانة الكويت الآن هي كل ما تستطيع أو يمكن الوصول إليه؟

بالتأكيد لا لو تحدثنا عن الإمكانات المادية، فهي متوافرة ولا تمثل مشكلة أو نقطة ضعف، وكذلك القدرات البشرية- ولو أتى بعضها من الخارج- فهي أيضا متوافرة وقبل أن يسارع البعض بالحديث عن الظروف المناخية والعقبة الجغرافية التي قد تعوِّق التقدم، فالرد ببساطة ليس المطلوب من الكويت أن تكون دولة زراعية، ولكني أتحدث عن مجال التجارة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا، وهي مجالات لا ترتبط بالموقع الجغرافي أو الأحوال الجوية.

أعتقد أن المشكلة تكمن أساسا في عاملين:

أولهما: أن الجميع مشغول بقضايا هامشية يجعلها محط تفكيره ومركز اهتمامه، وتملأ وقته وجهده طوال الوقت... وعلى سبيل المثال فطوال 10 سنوات انشغل الجميع وضاع الوقت والجهد بين الحكومة والبرلمان والإعلام والمثقفين حول قضايا الاستجواب، وإعادة تشكيل الحكومة وحل البرلمان... إلخ.

بالله عليكم ألم يكن الوقت والجهد كافيين- وأكثر من كافيين- للكثير من المشروعات العملاقة تخطيطاً وتنفيذاً لوضع الكويت في مكانتها التي تستحقها.

وفي المقابل فما الفائدة التي جناها المجتمع الكويتي من كل ذلك طوال السنوات الـ10؟ للأسف الإجابة تقترب من صفر... فهل يليق؟! وهل تستحق قضايا مثل منع الاختلاط والظواهر السلبية وخلافات الشيعة والسُنّة والبدو والحضر... إلخ أن تمسك بخناق البلد وتجعله «محلك سر» طوال أكثر من 10 سنوات؟! فتشغل الحكومة كسلطة تنفيذية والبرلمان كسلطة تشريعية والإعلام والصحافة كسلطة توجيهية ونقدية طوال تلك السنوات من أجل لا شيء.

أما ثاني الأسباب فيكمن للأسف في عدم رغبة البعض في التقدم أو رؤية البلد في مكانها الصحيح، وهذا أمر يصعب فهمه أو تفسيره... فلماذا يسعى البعض إلى تقديم خبراته واستثماراته خارج حدود الوطن ويبخل بها على الكويت؟! والوصف الدقيق لهذه الحال هو- للأسف- عدم الانتماء.

وعلى الرغم من قسوة الكلمة فإنه يجب الاعتراف بها، فمهما كانت المعوقات التي يمكن أن يقابلها رجال الأعمال من إجراءات إدارية ومشاكل روتينية، فإنه يجب عليهم- بالإصرار وإنكار الذات والرغبة في تبوء الكويت مكانتها- العمل على البحث عن حلول لزيادة استثماراتهم الداخلية عن الخارجية.

فهل يتصور أحد أن تسعى قطر مثلاً- ولها كل الحب والتقدير والاحترام- إلى استضافة الدورة الأولمبية وتكون كل آمال الكويت استضافة دورات الخليج؟! 

back to top