مجلس الوزراء تخلى عن هيمنته على الدولة، وتحول في الفترة الأخيرة إلى مؤسسة علاقات عامة، تشكر وتهدي وترسل التحية وتبارك وتتابع بقلق وتستمع بجد، والمحصلة لا شيء، أو انتظار ما سيأتي من مجلس الأمة.

Ad

تتعطل محطة صرف صحي فرعية، فتُشل الدولة وتتلوث البيئة، ويعقد مجلس الوزراء اجتماعا استثنائيا، يشيد فيه بالجهود المبذولة ويشكل لجنة لمتابعة الحادث، مع العلم أن المسؤولين أكدوا في بداية الحادث احتواءهم لتداعياته، وأنه لن يترتب عليه أي سوء.

تحترق خيمة أفراح في الجهراء، فتتداعى الدولة كلها، وتذهب 48 ضحية للإهمال والتراخي الحكومي، ويعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية، يشكل فيها لجنة فرعية لمتابعة التنسيق بين الجهات، ويشكر الأجهزة الحكومية على تفانيها في العمل، ويتجاهل أن هناك جثامين لم يتم التعرف على أصحابها.

معلومة أمنية تصل من مملكة البحرين عن خلية إرهابية نائمة بالكويت، فيقبض رجال الأمن على أعضائها، ويتضح أن مخططهم تفجير معسكر للقوات الأميركية في عريفجان، وسبق لهم أن أجروا تجارب وبروفات وسط الصحراء، ومن بينهم عناصر تحت مراقبة الجهات الأمنية، ومع ذلك تأتي المعلومة من المنامة، فيجتمع مجلس الوزراء أيضا، ويشكر رجال الأمن على جهودهم.

مجلس الوزراء تخلى عن هيمنته على الدولة، وتحول في الفترة الأخيرة إلى مؤسسة علاقات عامة، تشكر وتهدي وترسل التحية وتبارك وتتابع بقلق وتستمع بجد، والمحصلة لا شيء، أو انتظار ما سيأتي من مجلس الأمة، وتفادي مشروع أزمة.

غياب الخطة يدفع المراقبين لمتابعة ما يحدث، والتعليق عليه، وليس ترقب ما سيكون، وما يحدث يثبت عجز حكومتنا عن الإدارة، حتى اعتراني القلق والتوجس من مستقبل الدولة تحت القيادة الحالية لمجلس الوزراء، فإذا كانت الحكومة بكامل أجهزتها لا تستطيع معالجة خلل أصاب محطة صرف صحي فرعية، فكيف تريد منا الاطمئنان لاعتزامها بناء مفاعل نووي للطاقة؟!

الحكومة في زيادة الرواتب قبل عامين استعانت بخبراء من البنك الدولي، ثم ركنت تقريرهم في الدرج، ورضخت للنواب وزادت رواتب الموظفين رغما عنها، وفي المصفاة الرابعة أشركت البنك الدولي في الدراسة، ثم تراجعت عن المشروع، ومع داوكميكال أقنعتنا بشيء وقررت أمرا آخر، والآن في حادثة محطة مشرف كلفت شركة كورية وفريقا أميركيا، وفي إنفلونزا الخنازير ستستعين بفريق من منظمة الصحة العالمية، وكلما تعرضت لمأزق استعانت بفريق دولي أو نادت البنك الدولي، بينما لا أحد يعلم ما الذي يفعله موظفو الدولة وفنيوها يوميا، وما مسؤوليتهم عما يحدث.

مجلس الوزراء تحصن من النقد، والملاحظات محلها الأرشيف الوطني، دون أدنى اهتمام أو مسؤولية وطنية، وبفضل قيادته الحالية أصبح انقطاع الكهرباء في واحدة من أغنى دول العالم اعتياديا، واندلاع الحرائق غير مستغرب، وشح المياه متوقعا، والازدحام المروري أمرا طبيعيا، والتعليم مترديا، والاقتصاد مترنحا، ودولة الكويت الرائدة صارت أضحوكة ومحل تندر، وبفضل أعضائه غرق البلد بشبر «صرف صحي».

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء