عسل نحل، زيت زيتون، هذا ما ينادي به الطفلان الفلسطينيان أحمد ومحمد، وسط سوق رفح الشعبي في قطاع غزة، لكسب بعض المال ليجنبهما وذويهما الحاجة إلى سؤال الناس.
وتغص أسواق القطاع ومفترقات الطرق، بالآف من الأطفال الذين استغلوا مستهل اجازتهم المدرسية الشتوية، للعمل لمساعدة عائلاتهم، بينما يقضي آلاف آخرون منهم اجازتهم في الشارع بين كرة القدم، والعاب الكمبيوتر المنتشرة في محال صغيرة.ويقول الطفل أحمد الذي لم يتجاوز ربيعه التاسع لـ"الجريدة": "اشتغل لمساعدة عائلتي، والدي عاطل عن العمل منذ سنوات، ولعلي ادخر بعض الشواقل لاشتري بها جاكيت صوف يقيني البرد داخل مدرستي".وكشف تقرير اصدرته وزارة الإعلام في الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض أخيراً أن حوالي 10 آلاف طفل في غزة يعملون في أنفاق على الحدود مع مصر، ويشكلون حوالي 60 في المئة من اجمالي عدد العاملين في هذه الأنفاق.ويشكو الطفل خليل الذي يسكن في مخيم "يبنا" للاجئين القريب من الشريط الحدودي الفاصل مع مصر، من انعدام أماكن الترفيه وساحات مخصصة للعب الأطفال.ويقول خليل (11 عاماً) لـ"الجريدة"، "ليس هناك أماكن للعب سوى قرب الحدود والانفاق التي تتعرض على الدوام للقصف الإسرائيلي والانهيارات"، ويتمنى الطفل الذي يهوى لعبة كرة القدم، أن تقوم حكومة حركة حماس التي تدير شؤون القطاع بالاهتمام بهم وانشاء ساحات مخصصة للعب.ولعل المتجول بين زقاق المخيمات، يلاحظ بوضوح مئات الأطفال الذين ينتشرون في الشوارع ومقاهي الإنترنت للترفيه عن انفسهم بألعاب الكمبيوتر المختلفة. ويقول يوسف، وهو طالب في الصف الثامن، إن أكثر ما يقلقه هو التفجيرات التي تشمل من حين الى آخر مقاهي الانترنت في القطاع، ويضيف بحرقه "لا أجد سببا مقنعا يدفع الى تفجير تلك الأماكن".وتتعرض من فينة الى أخرى بعض مقاهي الانترنت في القطاع، لتفجيرات طالما حملت مسبقا بصمة التيارات الإسلامية المتشددة.
دوليات
أطفال غزة... والأحلام المحاصرة
17-01-2010