رغم الحضور القليل في مسرح الدسمة، فإن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الإماراتية، جعلت المسرح يبدو كأنه مُمتلِئ بتفاعل الجمهور مع فنونه التراثية الشعبية والرقصات الجميلة المُصاحبة له.

Ad

قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الامارات الشقيقة، أمسية غنائية وموسيقية تضمنت ثماني فقرات تحمل عبق الماضي الأصيل من مختلف البيئات، سواء كانت بحرية أو ريفية أو برية أو حضرية.

بدأت الأمسية مع فن المالد، وهو شكل من اشكال الأغنيات الدينية الاسلامية يتناول مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، وعرفت بالمالد لأنها تُقام في المولد النبوي، وكذلك في الأفراح والمناسبات السعيدة تيمُّناً بذكر الله، يقدم من خلال مجموعتين في صفين متقابلين، الصف الأول يحمل الدفوف أو "الطيران" ويضرب عليها في نغمة موحدة ويؤدي نشيدا دينيا عن سيرة الرسول والموشحات والمدائح النبوية، والصف الآخر يجلس فيه عدد من المنشدين والمؤدين.  

بعدها أتت فقرة أُخرى من فن الهبّان قدمها أحد العازفين في صولو، ثم قدمت الفرقة فن العيّالة البرية أو كما يُعرف عنها في الكويت بالعرضة، وهي عبارة عن رقصة تجمع الفلكلور الشعبي وتحكي قصة الحب العربي للفروسية ومواجهته للأعداء لتحقيق النصر.

ومن فقرات الأمسية فن الحربية أو الرزفة، وتأتي أهميتها موازية لفن العيالة لكنها تختص بالبدو، وسميت بالحربية لأنها أحد ألوان الشعر النبطي الممارس في الأداء الحركي، إذ يكون الشعر فيها مرتجلاً.

كما جمعت الفرقة من المدن الساحلية رقصات تعبر عن واقع الصيادين في لوحة "الحدودة" وفن العيالة البحرية في لوحة "البحارة" المعروف منذ أيام الغوص وصيد اللؤلؤ وصيد الأسماك والنشاط التجاري البحري وطقوس الصيادين وهم يغوصون في أعماق البحر واحتفالهم بيوم العمل والرزق الوفير. وانتقلت الفرقة إلى لوحة مستوحاة من البيئة الزراعية أو الريفية لتعبر عن العمال الزراعية التي يمارسها المزارع، ولوحة من البيئة الجبلية التي عكست معيشة اهلها التي يتمتعون بها.

كما قدمت الفرقة لمحة عن فن الصوت الخليجي الذي يمتاز بالأداء الحركي المعروف في الكويت باسم "الزفان"، مستخدمين المقطع الشعري الشهير: "يا أم عمر جزاك الله مكرمة/ ردي علي فؤادي أين ما كان/ لا تأخذين فؤادي تلعبين به".

وتفاعل الجمهور في وصلة الهبان بمرافقة عازفي الطبل، إذ انتقل العازفون من لحن إلى آخر متنوع الايقاع.

تضم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية 40 عضوا من كل إمارات الدولة، يجري دعمها بشكل جيد للاضطلاع بدور أكبر في تقديم فنون الأداء الحركي بمختلف البيئات التي يضمها التراث، ولتكون سفيرا للتراث الإماراتي في الداخل والخارج، باعتبارها ممثل دولة الإمارات في المحافل الدولية.

شاركت الفرقة الوطنية في العديد من المناسبات الدولية، منها ما دُعيت إليه وأُخرى كانت من تنظيم الوزارة، ومن هذه المشاركات:

• المهرجان الثقافي العربي الثاني الذي تنظمه وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بالتعاون مع جمعية كوريا العربية، مايو 2009.

• الأسبوع الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة في برلين بألمانيا، يوليو 2009.

• احتفالات دمشق كعاصمة للثقافة العربية لعام 2008.

ومن خلال تلك المشاركات حققت الفرقة نجاحات كبيرة، وحازت إعجاب الجمهورين الغربي والعربي، وتعكف الفرقة حاليا على الانتهاء من التصميمات الجديدة لعدد من اللوحات الاستعراضية لتقديمها في «إكسبو الصين 2010».