آمال: هنّ


نشر في 24-07-2009
آخر تحديث 24-07-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي هل من شيء أجمل من النساء؟ إن قلت نعم قتلتك... هنّ الأجمل بين الأزهار، هنّ الألذ بين الفواكه، هنّ الأزهى بين الألوان، هنّ الحياة والتطور، ولولاهنّ لقزرناها نحن الرجال في القنص والاتكاء على الرماح وارتداء ما يستر العورة من جلد النمر. على شنو نكشخ ونتجمّل؟

على أن المرأة التي لم تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها ليست امرأة بعد، هي لاتزال تجري حول الملعب... وكنت في السابق أعتبر الجامعة هي «مدة الصلاحية»، والفتاة التي أنهت الجامعة منتهية الصلاحية، يا الله حسن الخاتمة، تروح إلى وزارة الشؤون ليصرفوا لها الصوف لزوم السدو. ثم اكتشفت أنك إن ارتبطت بعلاقة مع صبية جامعية، بعضهن طبعاً، فستجد الخبر منشوراً غداً في الصحف بإذن الله، وستشاهد الصبايا في السوق وهنّ يعلكن اسمك ويشرن إليك بأصابعهن «هذا صديق فلانة»، وستكتشف أن الدنيا صغيرة، وأن كل ما قلته لها في لحظات التجلي يدور على ألسنة صديقاتها وأصدقائهن. وفي غضون سويعات، على رأي النائب فيصل دويسان الدؤلي، ستكون أنت حديث المدينة. وستتحركش فيك صديقتها وابنة خالتها، ليس لجمالك وإنما هو نوع من التحدي لها، وستجد نفسك كالخبزة التي سقطت سهواً على مائدة عمال التحميل الجوعى، كلٌّ يقطع من جهة، وستضطر إلى الهروب بما تبقى من عجينك.

والنساء أنواع، منهن «المرأة الإعصار» التي يقتلعك حبها من جذورك فتحاول أنت التشبث بأي شيء بارز يبقيك على الأرض، عمود كهرباء، جذع نخلة، براطم شيماء، لكن إعصارها يقتلعك أنت والعمود والجذع والبراطم، مع ألف سلامة، وسوف تسقط هناك، على صخور الجبل، وستتهشم عظامك بالهناء والشفاء، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

ومنهن «المرأة الفراشة» التي تبهرك بألوانها الزاهية وهي تحوم حولك، لكنها لا تبحث عنك في حومها بل تبحث عن ضوئك، ومتى ما أطفأت أنت الضوء، أو انقطعت كهرباؤك، غادرَت الفراشة بمثل ما استُقبلت به.

ومنهن «المرأة البندول» التي تستخدمها عند اللزوم، وهي محفوظة في الثلاجة، لا تشغلك ولا تتعبك ولاتنغص عيشة أهلك، ومتى ما احتجت إليها فتحت الثلاجة.

ومنهن «المرأة الفلّوجة»، أخبار علاقتك معها تتسابق عليها الفضائيات بعد أخبار العراق وقبل أفغانستان وفلسطين، وحياتك معها انفجارات وأحزمة ناسفة، وقتلى وجرحى وأرامل وأيتام، وعويل وصراخ ونواح وكوارث، ولن يهنأ بالك إلا إذا أعطيتها بقبضة يدك على عينها، وأرفقت القبضة بشلّوت فاخر، وضربة كوع أسفل معدتها الملعونة، وأنهيت وجودك العسكري في ديارها.

ومنهن «المرأة الحياة»، إن هي أقبلت إليك فستقبل معها الحياة، بحلوها ومرها وضحكها وعبوسها وصخبها وهدوئها وحكمتها وجنونها، وإن هي أدبرت قرأنا الفاتحة عليك ونصبنا الشاهد على قبرك الله يرحمك. وسيدفعك عشقها إلى أن تتصدق بالماء على المحيطات، وأن تتنازل لعنترة بن شداد عن جزء من شجاعتك، معلش حبيبي عشان خاطري. 

back to top