نساء غزة يشكون الهيمنة الذكورية
تجهل اللاجئة الفلسطينية أم خيري التي تفترش بعض أقراص من "الجميد" و"الكشك" في سوق مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ماذا يعني الثامن من مارس الذي صادف أمس، رغم الفعاليات المختلفة التي دشنتها مجموعة من الناشطات، وتفضل مواصلة عملها للحصول على قوت عائلتها.ولا يعني يوم المرأة العالمي، أي شيء للكثير من نساء غزة اللواتي يتحملن القسط الأكبر من المعاناة من جراء الفقر والانقسام السياسي والعنف المنزلي.
وتقول أم خيري في الخمسينيات من عمرها لـ"الجريدة" إن المشاركة في فعاليات المرأة لن تجلب لها الغذاء، بينما عملها اليومي داخل السوق يدر عليها بعض الدخل، ويمنعها من سؤال الناس. وتشير الفلسطينية التي تعمل ساعات طويلة داخل السوق، الى أن حقوق المرأة مجرد شعارات ترفع من حين الى آخر، مبينة في ذات الوقت، أن هذه المناسبة فقط للموظفات والمتعلمات، أما المرأة العاملة في الأسواق فبات على عاتقها المعاناة وتحمل الاذى. وتقول الناشطة النسوية سوزان يوسف لـ"الجريدة" إن ضعف المشاركة النسوية في الاحتفالات التي تنظم في أماكن متفرقة، تعود الى انعدام حملات التوعية، وتجاهل ربات البيوت اللواتي يشكلن الشريحة الأكبر في المجتمع. ورغم تمرد الكثير من النساء في غزة على عادات وموروثات المجتمع، واقتحام بعض المجالات التي طالما اقتصرت على الرجال عقودا طويلة من الزمن، فإن الشريحة الأكبر تشكو الحرية المنقوصة والهيمنة الذكورية.وتتمنى صباح وهي في الاربعينيات من عمرها، التي تشكو عدم توافر فرصة عمل لإخراج عائلتها من دائرة الفقر المدقع، أن يسمح لها المجتمع بقيادة مركبة اجرة او حافلة. وتتساءل صباح التي تعيل أسرة مكونة من ستة افراد، "من أفضل انتظار مساعدات الجمعيات، أم قيادة مركبة اجرة تدر دخلا لعائلتي وتنشلنا من وحل الفقر؟".وتقول رئيسة مجلس إدارة مركز إعلام ومعلومات الـمرأة هدى حمودة، إن الانقسام اثر بشكل كبير على الـمرأة في غزة وجعلها طرفا ضعيفا، مؤكدة ان الـمرأة ازدادت فقرا بسبب الانقسام الى جانب تعميق القيم الـمحافظة وتراجع الحريات.