شيخ الأزهر الجديد يتعهد بالحفاظ على الوسطية

نشر في 21-03-2010 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2010 | 00:01
No Image Caption
بعد ساعات من صدور القرار الرئاسي بتوليه منصب الإمام الأعظم رقم 48، أعلن شيخ الأزهر الجديد د. أحمد الطيب الذي خلف محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية في 10 مارس الجاري خلال زيارته للسعودية، أنه "سيعمل على الحفاظ على منهج الوسطية والحوار بين الحضارات وترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية".

ويحسب الطيب (61 عاماً) عضو المكتب السياسي للحزب "الوطني" الحاكم من أكبر الداعين إلى الحوار مع الآخر، ويعد من العناصر الأزهرية المستنيرة، خاصة في ظل دراساته الفلسفية وحصوله على شهادة علمية من جامعة الـ"سوربون" الفرنسية الشهيرة، كما يُعرَف عنه أنه أحد علماء الأزهر الكبار القريبين من الطرق الصوفية في مصر.

وشغل الطيب موقع رئيس جامعة الأزهر، ولعب دوراً هاماً خلال أزمة ما عُرِف وقتها بقضية "ميليشيات الأزهر"، عندما قام طلاب تابعون لجماعة "الإخوان المسلمين" بإقامة عرض شبه عسكري في حرم جامعة الأزهر.

إلا أن الانطباعات الإيجابية عن الإمام الجديد لم تمنع العديد من المفكرين والقوى السياسية وعلماء الأزهر من التحفظ عن شخصه وطريقة تعيينه.

وفي هذا السياق، تحفظ الكاتب الإسلامي فهمي هويدي عن اختيار قيادي في الحزب الحاكم في موقع شيخ الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن "هذه هي المرة الأولى في تاريخ المشيخة يُجرى اختيار شيخها على أساس انتمائه السياسي، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً له"، ولكنه أكد أن ذلك "لن يمنع الطيب من أن يكون معتدلا في ولائه للنظام"، متوقعاً أنه سيكون أفضل حالاً من طنطاوي لأنه "أكثر استقلالاً وأفضل أداءً منه".

من ناحيته، أبدى عضو الكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان المسلمين" النائب حمدي حسن استياءه من الطريقة التي تم بها اختيار شيخ الأزهر، قائلاً: "كنا نأمل أن يتم انتخابه لا تعيينه"، معرباً عن رغبته في أن "يتمكن الطيب من النهوض بمؤسسة الأزهر من جديد واسترداده لدوره الرائد في العالم الإسلامي، وهو ما لن يتأتي إلا عن طريق فصل الطيب ما بين كونه قيادياً في المكتب السياسي للحزب الحاكم وبين وضعه الجديد كشيخ للأزهر وإمام أكبر".

وقد رصد د. العجمي الدمنهوري رئيس جبهة علماء الأزهر السابق سبباً آخر للتحفظ، مؤكداً أن "شخصية أحمد الطيب مسالمة وتتمتع بالهدوء الشديد والحياء المبالغ فيه، لدرجة قبوله عضوية الحزب الوطني الحاكم على غير رغبته، ما يعزز فكرة أن الأزهر خلال الفترة المقبلة لن يستقل عن الدولة بالشكل المرغوب فيه، بالرغم من الحكمة التي ستتمتع بها المشيخة مستقبلاً".

back to top