دعت قوى «14 آذار» جمهورها أمس إلى المشاركة الكثيفة في إحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير الجاري، مستعيدة تماسكها باجتماع موسع عقدته في فندق «البريستول» في بيروت، وحضره قادتها، خصوصاً الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع وشارك فيه رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تردد في وقت سابق أنه لن يشارك نظراً إلى موقعه الرسمي رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية.

Ad

وجددت «14 آذار» في حضور أكثر من 100 شخصية بينها وزراء ونواب وصحافيون و«شهداء أحياء» تصميمها على الاستمرار في مشروع «العبور الى الدولة» والحفاظ على الشراكة الإسلامية - المسيحية والنظام الديمقراطي ومنع الإفلات من العقاب.

وكما كان متوقعاً، غاب عن اللقاء هذا العام «اللقاء الديمقراطي» (يتزعمه النائب وليد جنبلاط) باستثناء النائب مروان حمادة الذي حضر «بصفة شخصية».

وأصدرت قوى «14 آذار» بياناً بعد اجتماعها الموسع تلاه أمينها العام د. فارس سعيد وأشاد بالإنجازات التي حققها اللبنانيون منذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب في عام 2000، ومنها انسحاب القوات السورية من لبنان وإسقاط النظام الأمني اللبناني- السوري المشترك، وإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري.

وأشار البيان إلى أن «الوحدة لا تقوم بشروط فئة من بيننا، بل بالإجماع الوطني وآليات النظام والدولة السيدة على جميع أراضيها والمسؤولة حصراً عن الدفاع الوطني، الدولة التي توحد بين إنجاز التحرير والاستقلال، الدولة التي تدعم حق الشعب الفلسطيني والتي تتمسك برفض التوطين، والتفاهم الإسلامي- المسيحي، لا بمنطق الثنائيات، الدولة التي تضم مواطنين أحراراً وتؤمن بتداول السلطة، الدولة العادلة».

وشدد البيان على أن «تغير الظروف لا يغير من تمسكنا بثوابتنا وفاء للشهداء».

ودعا البيان اللبنانيين إلى المشاركة في ذكرى اغتيال الحريري، وأضاف: «أيها اللبنانيون بين 14 شباط و14 آذار 2005 صنعتم الاستقلال وكنتم أجمل علم لوطنكم العربي، وقلتم كلمتكم، إسرائيل عدوتنا والعيش المشترك ضمانتنا، من أجل ذلك نحن على الموعد في 14 شباط».

وكان الحريري أكد في حديث إلى قناة «المصرية» أن «الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ستظهر»، وأن «الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجريمة سيحاكَمون»، مشيراً إلى أن «مسار المحكمة الدولية كان صعباً إلاَّ أنه تم اختيار هذا الطريق، وها هي المحكمة تعمل اليوم»، وأضاف: «أنا ابن رفيق الحريري، لا أقوم بتسوية على دمه ودماء الشهداء الباقين».

وفي وقت، أعلن النائب في تكتل «اللقاء الديمقراطي» النيابي مروان حمادة، أنه شارك في اجتماع «البريستول» بصفة شخصية، أكد جنبلاط لقناة تلفزيونية أنه لن يلقي أي كلمة في الاحتفال الذي سيجري في 14 فبراير.

وكان «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه جنبلاط اجتمع أمس، وأصدر بياناً أكد فيه أن «ذكرى استشهاد الرئيس الحريري هي مناسبة وطنية لتأكيد تقدير اللبنانيين للتضحية التي قدّمها مع رفاقه الشهداء لأجل لبنان واستقلاله وحريته وعروبته ووحدته».

وشدد «اللقاء» على «موقف رئيسه الثابت بالخروج من الاصطفافات السياسية والانقسامات السابقة، وهذا ينطبق على مسألة مشاركته أو عدمها في أي لقاءات تحمل هذا الطابع، دون أن يعني ذلك الانتقاص من الحرص على المشاركة في ذكرى 14 شباط، أو إغفال طابع التنوع الذي لطالما اتسم به اللقاء الديمقراطي».