كثيرة هي الأمثال العربية التي تتطرق إلى أنواع الرجال ومعادنهم، أي الى أصولهم ومنبتهم، والتي كثيرا ما كان لها تأثير سلبي او ايجابي على الكيفية التي يتعامل بها الرجل في حياته ومع الآخرين، فالبعض مثل الحديد سعره مقبول، ويصدأ بسرعة وتؤثر فيه الأيام والسنون وعلى طريقة تعامله مع أصدقائه وإخوانه... وحتى على أهل بيته.

Ad

وهناك من هو مثل الفضة، قيمته عالية ولونه جميل، وتمر عليه السنون ولا تؤثر فيه، ولا تغير من بياضه بل تزيد قيمته وقد يستخدمه البعض لصك النقود، ويحرص أغلب الناس على "خوته" والاحتفاظ بصداقته والحرص عليها، وتأثير العوامل الخارجية على من يشبه الفضة قليل، فمن الصعب أن يغيره منصب او ثروة طارئة... او حتى كثرة الاولاد والنساء.

... وهناك الذهب، وهو من الفلزات العاليات درجاتها، ومن الطيبات مقامها، ينسب اليه كل شيء غالٍ، أطلق على المعلقات السبع... المذهبات، وتجل الوثيقة وتحترم العهود... فتكتب بماء الذهب، ومن كان مثل الذهب، تمر عليه السنون وهو كما هو لم يتغير، فلا بشاشة الوجه ذهبت، ولا الديوان أغلق، ولا الصحن صغر، ولم يغيره الجاه ولا المنصب، ولا هزته النوائب ولا المصائب التي مرت عليه... فالحاجبان فاردان واللسان يلهج بالترحيب والتسهيل، وأمورك لديه مقضية، وسرك في جُب عميق لا يسبر غوره أحد، وهؤلاء شبيهوا الذهب... هم مثله نادرون في كل الازمان والأمكنة، وقلما نراهم بيننا، وقد يمر بالخاطر خلال كتابة هذا المقال بعضهم... مثل فيصل الدوسري مدير العلاقات العامة والاعلام في وزارة الصحة، والذي تابعنا في صفحة خدمة المواطن، وحرص على وصول الردود الى "الجريدة" من قبل الجهات المختصة، كما ساهم وبشكل قوي في حل الكثير من المشكلات الصحية لبعض المواطنين والمقيمين، من دون ان نحتاج الى نشر المشكلة، وفيصل لم تره عيناي ولم يسبق ان تواجهنا معا، والوسيلة الوحيدة التي أعرفه بها هي الهاتف النقال، وكما يقول البدو "ذكر الحيا والطيبين يبين".