نفى رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية الأديب طالب الرفاعي أن تكون ثمة ضغوط كبيرة تعرض لها من قبل عواصم عربية، رغبة في تحويل اتجاه الجائزة لمصلحة متسابقين محددين.

Ad

تحدّث الأديب طالب الرفاعي في ندوة احتضنتها جمعية الخريجين، وادارها الزميل إبراهيم المليفي، وتمحورت حول جائزة «البوكر» العربية التي أثارت دورتها الأخيرة جدلا واسعا في الأوساط الثقافية التي شككت في مصداقية لجنة التحكيم.

وفي مفتتح حديثه، أشار الرفاعي الى أن الجائزة تعطى سنوياً في إنكلترا لأهم الإصدارات الروائية، كما أن لها مكانتها الكبيرة عبر الزمن، وتكاد تكون بوابة يستطيع من خلالها الكاتب الوصول إلى جائزة نوبل.

وكشف الرفاعي أنه بالنظر الى الشراكة التي انعقدت بين البوكر الإنكليزية ومؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، نجد أن البوكر الإنكليزية تتولى إدارة شؤون الجائزة كلها، بينما تتولى مؤسسة الإمارات مصاريفها التي يبلغ مجملها عشرة آلاف دولار للفائزين الستة وخمسين ألفا للفائز الأول.

وأوضح الرفاعي أنه بحسب اللائحة الدولية المنظمة لعمل البوكر، فإن مجلس أمناء الجائزة هو من يقوم باختيار لجنة التحكيم، مؤكداً أنه حين تم الاتصال به لإعلامه بأنه تم ترشيحه للدورة الثالثة، استفسر عن إمكان اختياره للمحكمين في الجائزة، فبادروه بالرفض، وبينما كان مرشحا لرئاسة اللجنة كان الأمر متروكا له بالقبول أو الرفض، مشيراً إلى أن القائمين على الجائزة لا يريدون رئيسا يفرض مجموعته على اللجنة.

وعن أسماء المشاركين في الدورة أكد الرفاعي أنه تلقى رسالة على بريده الإلكتروني تكشف أسماء المشاركين في الدورة، وهم: دكتورة الأدب في جامعة تونس رجاء سلامة، ودكتورة النقد في القاهرة شيرين أبوالنجا، والشاعر سيف الرعبي، وأستاذ الأدب في جامعة سابمون البروفيسور فيردك.

وأكد الرفاعي أن أول ما قام به هو الاستفسار عما إذا كانت هناك لائحة معايير خاصة بالجائزة، بينما جاءته الإجابة بالنفي، ومن هذا المنطلق اقترح الرفاعي على زملائه الأعضاء لائحة معايير، وتمت إضافة بعض البنود عليها وحذف البعض الآخر إلى أن توافق الجميع عليها، حيث إنه من الضروري إيجاد أرضية مشتركة تتحرك من خلالها لجنة التحكيم.

وأشار الرفاعي إلى أنه تم استبعاد خمس روايات من المسابقة، لعدم توافر الشروط بها، ليصل عدد المشاركات لهذا العام إلى 118 رواية، مؤكداً أن التحدي الأكبر كان في قراءة هذه الأعمال التي تكاد تصل إلى أربعين ألف صفحة.

وأشار الرفاعي الى أن جائزة البوكر جاءت بشيء جديد، هو أن يُعلن أسماء المرشحين في قائمة طويلة، ممّا يشكل حافزاً للقارئ العربي، فتأتي المنافسة بين دور النشر المهمومة بوجود أعمالها ضمن القائمة، فحين يوضع شريط لاصق على أي رواية يدلّ على أنها مرشحة لجائزة البوكر، فإن هذا سيدفع بالكثيرين إلى اقتناء الكتاب. وهنا تصبح القضية تجارية بحتة بالنسبة إلى الناشر، وتأتي محاولة الناشرين الوصول إلى لجنة التحكيم والتأثير عليهم ومحاولة النقاد إلى تزكية عمل، أملاً بأن تجد هذه التزكية حظا لدى اعضاء لجنة التحكيم.

نقاش محتدم

وعقب فتح باب النقاش، أكد الرفاعي أن ثمة معتقدات راسخة في أذهان البعض لا يمكن تغييرها، مشيرا إلى استنكار كبير من قبل أسماء معروفة في عالم الأدب لتوليه رئاسة لجنة التحكيم، قائلا: "أستغرب الحملة التي واكبت مرحلة رئاستي للجنة تحكيم الجائزة، مبدياً تعجبه من الأقاويل المغلوطة كالمؤامرة على العرب وعلاقة اليهود بالجائزة وغيرهما"، نافياً أن تكون ثمة ضغوط قد مورست عليه من قبل عواصم عربية بقوله: "لم يتدخل أحد في عملي".

وأضاف: "قررت حسم الجدال بين المحكمين في البوكر من خلال التصويت، لاسيما أني شعرت بخطر قادم من المحسوبيات والمجاملات ربما يعكر التصفية النهائية".

كما نفى الرفاعي وبشدة أن يكون للتوزيع الجغرافي أهمية في هذه الجائزة، مستبعداً أن يكون لجنسية المتسابق دور في تحديد اتجاه الجائزة.

وعن انسحاب د. شيرين ابو النجا من لجنة التحكيم، أوضح الرفاعي ان الانسحاب تم اثر مشادة نسائية بينها وبين د. رجاء سلامة، بسبب عدم دخول رواية اسمها "الغرام" للأديبة اللبنانية علوية صبح ضمن القائمة.

وفي ما يتعلق بدور النقد في اللجنة اكد الرفاعي أنه لا يعتقد أن له تأثيرا كبيرا على قرار اللجنة، لذا كان الاعتماد في الجائزة على قرار اللجنة لا على قرار فردي ضمن المعايير التي وضعت في البداية.

مقاييس ومعايير

عناصر تقييم العمل الروائي في "البوكر":

● الجدية والابتكار في فكرة الرواية.

● جمال اللغة وقدرتها المبتكرة في تقديم العمل.

● توافق السياق السردي ومحتوى العمل الروائي.

● الحبكة الروائية.

● القدرة على إمساك عنصر الزمن.

● التشويق والامتاع.

● الرؤية وطرح الأفكار الانسانية.

● بناء شخصيات الرواية والتفرد في كل شخصية.