في المناطق المرتفعة من الدول الإسكندنافية، يعيش حيوان صغير اسمه «اللاموس»... له مخالب طويلة وذنب قصير ويشبه الفأر كثيرا، مشكلة السيد «لاموس» أن أنثاه آلة تفريخ لا تتوقف طيلة العام عن الولادة، ولذلك تتزايد أعداده بشكل مستمر وهائل، لأن «المدام» تضع صغارها بعد 3 أسابيع من بدء حملها، وتفطمهم بعد أسبوعين من ولادتهم، وتلك الصغار بدورها تستطيع أن تحمل بعد شهرين فقط! رقم قياسي!
ولأنه لا وجود لحملات تحديد النسل أو تنظيم الأسرة عند جماعة «اللاموس»، فإن هذه الحيوانات تشهد كل أربعة أعوام انفجاراً سكانياً هائلاً يتسبب في نقص الغذاء وعدم كفايته للمجموعة، ولذلك، وجدت هذه الحيوانات في الانتحار الجماعي حلا مناسبا لمشكلتها!حيث تبدأ بالزحف نحو المحيط بأعداد هائلة، وهي تسير في طريقها المستقيم متخطية كل العوائق في طريقها، تتسلق الجبال، وتخوض الأنهار، وتتحول لوجبة شهية لبعض الحيوانات آكلة اللحوم، حتى تنال مرادها بالوصول إلى حافة المحيط لتقفز وتغرق راضية مرضية، ولا يبقى منها إلا أعداد بسيطة تجد غذاء كافياً لها، بعد أن يقل التزاحم عليه بفضل هذه العملية الانتحارية الجماعية! والعلماء حائرون يتساءلون: ما الذي يجعل هذا الحيوان الغريب الأطوار يقطع كل هذه الأميال الطويلة مهاجرا من موطنه متوجها إلى المحيط ليصبح طعاماً لأسماكه ما عدا القلة منه؟! ومن الذي يختار تلك القلة؟! وعلى أي أساس تتم عملية الاختيار هذه؟! وهل للحجم أو الوزن أو الطول أو اللون أي اعتبار في مسألة الاختيار؟!لكن العلماء متفقون على شيء واحد، وهو حكمة «اللاموس» لأن هذه العملية مثالية لحفظ نوعه من الانقراض، بسبب قلة الغذاء الكافي والتزاحم المستمر عليه، وقد وجدوا في هذه الظاهرة «اللاموسية» اختباراً للنظرية التي تقول: إن أعداد البشر في هذا الأرض تتزايد بمعدل تصاعدي كبير فيما يزيد الطعام بمعدل حسابي بسيط، وقريبا، بعد 30 أو 40 عاما، ربما، سيأتي يوم لا يجد فيه معظم البشر ما يأكلونه!فقد تحولوا في السنين الأخيرة إلى «لاموس» يتناسل بلا حساب، وهناك تقرير للأمم المتحدة يقول إن سكان الأرض سيبلغون بحلول العام 2050 نحو «9 مليارات» تقريبا، وإن عدد السكان الأفقر في 50 دولة سيصل إلى مليار و 700 مليون نسمة، أي أن الزيادة السكانية ستكون قوية في الدول الفقيرة والأفقر بشكل خاص، وهذا مؤشر على أن التزايد السكاني مع الموارد الثابتة أو المتناقصة تعني كارثة مستقبلية محققة لكثير من الشعوب، فما الذي سيحدث حينها؟ وما الحلول المتصورة لهذه المشكلة؟!أول ما يمكن تخيله هو مجاعة رهيبة تقضي على مئات الملايين من البشر وتهدد مليارات أخرى، تقوم على إثرها حرب عالمية رهيبة لا رحمة فيها، تنتصر من خلالها الدول الأقوى عسكريا وتكنولوجيا لتسيطر على مناطق الغذاء! أما التصور الثاني فهو أقل تكلفة لكنه أكثر رعبا، وهو ما أتصور أن يقوم كثير من العقلاء بتبنيه، ويتمثل في الحل «اللاموسي» الانتحاري للتخلص من أعداد كبيرة من البشر، ربما دول بأكملها، إما بنشر فيروسات فتاكة على أراض محددة ومختارة بعناية، وإما بالطلب من هذه الشعوب- بكل أدب وذوق- أن تنتحر من تلقاء نفسها من أجل المصلحة العامة لبني البشر! وبطبيعة الحال، ستكون الشعوب الأكثر تناسلا، والأقل نتاجا، هي المرشحة لمثل هذه الإبادة أو الانتحار الجماعي فيها، والذي سيساهم بلا شك في استمرار الجنس البشري وعيشه في سلام ووئام بعيدا عن الحروب المهلكة بأسلحة متطورة وفتاكة لا تخطر على قلب بشر!وانظروا حولكم أيها الأحبة وتفكروا: من الشعوب الأكثر تناسلا وفسادا والأقل إنتاجا وتطورا وتقدما على مستوى الكرة الأرضية في وقتنا الحاضر، والمؤهلة لتكون الأكثر تخلفا خلال 40 عاما من الآن لتعرفوا من هم المؤهلون لمثل الإبادة الجماعية وربما الانقراض التام؟! إنهم حولكم... فلا تذهبوا بعيدا في تفكيركم! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
إنهم حولكم... فلا تذهبوا بعيدا!
16-06-2009