لبنى الحسين امرأة سودانية تتحدى حكم الجلد للبسها البنطلون، وتتنازل عن حصانة وظيفتها الدولية لتتيح للجلاد أن يسومها الألم والتعذيب... فأي شجاعة هذه وأي مقاومة؟!

Ad

أول العمود: وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل نسيت إضافة شرط آخر إلى قرار انتقال العمالة من كفيل إلى آخر، وهو أن يطمئن العامل على صحة الكفيل الأول كل يوم صبح!

***

أعجبتني روح المقاومة للظلم التي أظهرتها لبنى الحسين السودانية العاملة في بعثة الأمم المتحدة في بلدها السودان، الذي ابتلي بأكثر من عشرين قرارا دوليا منذ تسعينيات القرن الماضي، أغلبها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو دليل لتعثر السلام والأمن بين السودانيين أنفسهم وجيرانهم.

النظام السوداني «الإسلامي» خلق لنفسه مأزقا جديدا بخلاف دارفور، ولكن من خلال بنطال امرأة لها صفة الحصانة الدولية بسبب وظيفتها. إذ يفسر القانون الجنائي «الإسلامي السوداني» لبس البنطلون على أنه جرم عقوبته الجلد، وهو ما حصل فعلا لعشر من زميلات لبنى التي تقول إنه فى عام 2008 وصلت عدد بلاغات الشرطة ضد النساء بشأن الأزياء إلى 43 ألف بلاغ!

لبنى امرأة شجاعة، حضرت محاكمتها بالبنطال ذاته، فهي كما روت لمجلة نيوزويك (النسخة العربية) أنها ستغسله وتلبسه دوما، ودليل شجاعتها أنها تنازلت عن حصانتها الدولية بحكم عملها بمكتب الأمم المتحدة في الخرطوم لتواجه القانون الجنائي في بلدها، الذي ينص على 40 جلدة يقوم بها رجل! ويبدو أن خطوتها هذه وضعت السلطات القضائية في مأزق أدى إلى تأجيل محاكمتها إلى 7 سبتمبر المقبل للتأكد من صحة الاستقالة التي تعني سقوط الحصانة.

المرأة هدف أول لكل مشروع إسلامي باتجاه تقزيم دورها سواء في إيران أو أفغانستان أو العراق أو السودان... وحتى غزة تحت حكم «حماس» التي انتهجت نفس الخط، حيث فرض على المحاميات لباس منديل الرأس في المحاكم، وحاربت ميليشياتها «الماليكانات» البلاستيكية في «فاترينات» المحال النسائية بقضم رؤوسها، فيما اهتم الصهاينة بقضم الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها مع كل نهار.

لبنى ترى في تحديها للجلد رسالة إلى العالم بأن الحكم، الذي أرادت طواعية أن تعيش في ظلة وبتنازل عن الحصانة، ليس من الإسلام في شيء، وأنها أشجع من أن تحتمي بالصفة الدولية لتواجه حكما على جرم لم ترتكبه، ولو قدر للنظام السوداني أن يحكم العالم العربي اليوم لراح ضحيته ملايين من النساء من الكويت وحتى المغرب بسبب البنطلونات.

بالمناسبة، لاتزال المرأة الكويتية ممنوعة من إصدار أو تجديد جواز سفر(ها) إلا بموافقة ولي أمر(ها)... فهل تعلمين يا لبنى الجميلة؟

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء