وافق مجلس إدارة "زين" أمس على قبول عرض شركة "بهارتي إيرتل" الهندية لشراء الأصول الإفريقية مقابل 10.7 مليارات دولار، ما سيحقق ربحا للشركة بواقع 2.75 مليار دولار.

Ad

كشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة"، أن مجلس ادارة شركة الاتصالات المتنقلة (زين) وافق بالإجماع على صفقة بيع أصول الشركة في إفريقيا، ما عدا السودان والمغرب، لشركة "بهارتي إيرتل" الهندية التي تقدمت بعرض قيمته 10.7 مليارات دولار.

وقالت المصادر إنه تم الاتفاق على ان تتسلَّم "زين" 10 مليارات دولار عقب إتمام إجراءات البيع، المرتقب إتمامه في أبريل المقبل، على ان تتسلَّم باقي المبلغ (700 مليون دولار) قبل نهاية العام.

وقدرت المصادر الربح المتوقع من هذه الصفقة بنحو 3.3 مليارات دولار (مليار دينار كويتي تقريباً) أي أن ربحية السهم ستتراوح بين 250 إلى 300 فلس للسهم الواحد.

وأضافت أنه تم تعيين بنكَي "باركليز" و"ستاندرد تشارترد"، اضافة إلى شركة بيت الاستثمار العالمي (غلوبل) مستشارين ومديرين لصفقة بيع "زين إفريقيا"، إذ اتفقت "غلوبل" على عمولة قدرها 2 في المئة من اجمالي قيمة الصفقة (ما يعادل 214 مليون دولار للدراسات المالية والاستشارية للصفقة).

وذكرت أن مجلس الإدارة قرر في اجتماعه أمس، النظر في ترشيد المصروفات التشغيلية والادارية للشركة إلى حين اتمام الصفقة.

من جانب آخر، أكدت المصادر أن إدارة سوق الكويت للأوراق المالية تدرس إلغاء كل الصفقات التي تمت على اسهم الشركة في بورصة الكويت الخميس الماضي، ولفتت إلى أن إدارة البورصة ستتخذ هذا الإجراء في حالة تأكد تسريب معلومات بشأن الصفقة أو وجود شبهات تتعلق بعمليات التداول على السهم، إذ نشطت حينها تلك العمليات وأوصلت السهم الى حده الاعلى خلال التداولات، بينما نفت الشركة تلقيها أيَّ عروض قبل ايام.

وكانت إدارة البورصة أوقفت التداول بأسهم "زين" أمس، إلى حين ورود قرار مجلس الإدارة بشأن الصفقة، وقال بيان سوق الكويت حينها: "سيتم وقف التداول بأسهم الشركة إلى حين ورود نتائج اجتماع مجلس الادارة المذكور".

وكان سهم زين قفز 23 في المئة منذ الرابع من فبراير الجاري، كما ارتفع 3.9 في المئة الخميس الماضي، ولم يذكر البيان أيَّ تفاصيل بشأن العرض.

وكان الرئيس التنفيذي السابق للشركة، سعد البراك، قال في أغسطس الماضي إن "زين" تبحث مع ثلاث شركات من بينها شركة هندية، لبيع كل أو جزء من عملياتها في إفريقيا.

وجاءت التصريحات في أعقاب انسحاب مجموعة "فيفندي الفرنسية" العملاقة للاتصالات والإعلام، من محادثات لشراء حصة أغلبية في العمليات الإفريقية لـ"زين".

وبعدها في سبتمبر الماضي أعلن كونسيرتيوم هندي- ماليزي نيته شراء 51 في المئة من المجموعة، وتضم 24 شركة موزعة على 24 دولة عربية وإفريقية.

وعقد مجلس إدارة "زين" وكذلك مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار في الكويت أكبر مساهم في الشركة، اجتماعين امس لدراسة العرض المقدم من شركة "بهارتي إيرتل" الهندية بقيمة 10.7 مليارات دولار لشراء أصول "زين" في إفريقيا.

ويمثل العرض الذي تلقته "زين" واحدا من أكبر صفقات الاستحواذ، ونقطة تحول في الصفقة التي طال أمدها لبيع أصول ثالث أكبر شركة اتصالات في المنطقة، لكن يتوقع ان يصغر حجم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) بعد بيع وحدتها الإفريقية التي تشكل حوالي 66 من حجمها و40 في المئة من إيراداتها لعام 2008.

وتشتمل أصول "زين" في إفريقيا على رخص كبيرة في 16 دولة هي: بوركينا فاسو، تشاد، النيجر، الكونغو، غانا، كينيا، مدغشقر، مالاوي، المغرب، نيجيريا، السيراليون، تنزانيا، زامبيا والسودان.

يُذكر ان هناك عدداً من الشركات المدرجة ستستفيد من إتمام صفقة «زين»، نظراً إلى تملكها حصصاً كبيرة في اسهم المجموعة، ومنها «الاستثمارات الوطنية» و«أنابيب» و«الساحل» و«أغذية»، وغيرها من الشركات القريبة من المجموعة.

اما بالنسبة إلى شركة "بهارتي إيرتل" الهندية، فقد واصلت اقتناص فرص الاستحواذ بالأسواق الناشئة بعد فشل عملية اندماج قيمتها 24 مليار دولار مع شركة "أم تي أن" في جنوب إفريقيا في سبتمبر الماضي، وذلك للمرة الثانية التي تفشل فيها صفقة الدمج المقترح بين الشركتين خلال ما يزيد قليلا على عام.