تحولت لقاءات غير معلنة عقدها المرشح المحتمل للرئاسة في مصر محمد البرادعي مع سفراء عدة دول أجنبية، بينها زيارة السفيرة الأميركية مارجريت سكوبي إلى منزله، إلى معركة بين النظام والمعارضة.  فبينما يرى المعارضون أن من حقه أن يلتقي مَن يشاء وقتما يشاء، قال قياديون في الحزب "الوطني" الحاكم، إن البرادعي يستخدم من قبل أجنحة في الإدارة الأميركية ليكون رجل الفوضى الخلاقة في المرحلة المقبلة.

Ad

وأكد منسق المحافظات في "الجمعية الوطنية للتغيير" جورج إسحاق صحة التسريبات الإعلامية عن لقاءات عدة جمعت البرادعي مع سفراء بعض الدول الكبرى، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.

وأوضح إسحاق لـ"الجريدة" أن البرادعي التقى السفراء خلال الأيام القليلة الماضية، لقاءات منفردة، بحثوا خلالها مع البرادعي خطواته وتصوراته للإصلاح السياسي في مصر.

وحول السرية التي أحاطت تلك اللقاءات، قال إسحاق: "ليس من الضروري أن يعلن البرادعي كل مَن يلتقيهم، ومن حقه لقاء الجميع".

ومن جانبه اعتبر رئيس تحرير جريدة "العربي" الناصري عبدالله السناوي أن دلالة لقاء البرادعي مع سفراء الدول الكبرى غير مسبوقة، لأنها تعني أن الغرب لم يعد يولي اهتماماً لغضب النظام المصري من التدخل في شؤونه الداخلية، موضحاً أن ما أسماه بـ"منسوب القلق الأجنبي" على مستقبل الداخل المصري قد ارتفع إلى مستويات جديدة، لأن ما كان يجرى في الكواليس من لقاءات انتقل إلى العلن.

وتوقع السناوي أن ترتفع شعبية البرادعي بعد تلك اللقاءات، لأنها تضفي على تحركاته بعض القوة، في مقابل حملات مقبلة من الصحف الحكومية.

أما عضو أمانة التثقيف في الحزب "الوطني" مجدي الدقاق فوصف لقاءات البرادعي الأخيرة بأنها تأخذ طابعاً مختلفاً، فهو لا يشغل منصباً سياسياً أو حزبياً ليقوم بمقابلات مع الجهات الأجنبية.

وأضاف الدقاق: "هذا يكشف أنه يأخذ توجيهات أو موافقات في مواقف بعينها ونطرح سؤالاً هل سيكون رجل الفوضى الخلاقة؟، فموقف الإدارة الأميركية حتى بعد تغير إدارة بوش ذيولها لاتزال ممتدة في حكم الإدارة الأميركية والمواقع الحساسة للقرار ويصرون على تغيير وقلب أنظمة الحكم العربية للتغلغل ومد النفوذ الأميركي عليها، ذلك يؤكد أن البرادعي يهدف إلى الاستقواء بالخارج عبر الاستعانة بالأميركان وغيرهم".