آخر وطن: على مرمى عطر!

نشر في 07-08-2009
آخر تحديث 07-08-2009 | 00:00
No Image Caption
 مسفر الدوسري تحتاج الأنثى فقط إلى بعض العطر لتبقى في ذاكرة رجل إلى الأبد!

عطر فقط... كلما تذكره الرجل، انهار أجزاء من حنين، وأصبح بحرا من الظمأ، وكلمات متقاطعة لا يجمعها سوى وجه أنثى معينة، تبدد برد أطرافه، وتسنبل غصن الشموس في درب خطواته، وتظلله من هجير لا يقوى احتماله.

عطر فقط... هو كل ما تحتاج إليه أي أنثى لإبقاء كتابها مفتوحا بين كفي رجل، يتهجأه، ويحاول فك طلاسمه، ومعرفة أسراره طوال العمر!

عطر لا يدخل من أنف الرجل وإنما يتغلل فيه من خلال مسام جسده، ويغرس في كل خلية منه غيمة سحرية لا تُرى! وتبقى هذه الغيمات في مخبئها السري إلى حين وقت الحاجة، والأنثى الذكية هي تلك التي تحسن التوقيت، وتعرف متى تفتح خزائن هذه الغيمات لتنهمر مطرا يصب في الداخل لا ليطفئ النيران، وإنما ليشعلها.

وتعرف أيضا متى تطلق عنان عطرها ليوزع هباته في خيال رجل، ليملأ عينيه الفارغتين بالشذى الذي يشده إلى جدائلها، ويعبئ قناني لحظاته العطشى بالماء، وتعرف متى تجعل عطرها أظافر تنغرس في جسد شروده، وثرثرة رغباته!

كل ما تحتاج اليه الأنثى لربط رجل في جذع الذاكرة التي لا تشيخ هو رائحة عطر.

لكل رجل نقطة عطر تشكل نقطة ضعفه، فإذا أرادت أنثى أن تجعل رجلا يبقى دائما على مرمى عطر ليس عليها سوى فك رموزه السرية، ومعرفة الرائحة التي تجعله يشعر بأنه طفل ورجل في آن! وتبقيه في حدود سلطتها إلى الأبد، ولا يمكنه مغادرة حدودها مسافة خطوة، تجعله ليس أكثر من دمية على مسرح مشدودة بخيوط عطر!

بعض النساء يُجدن ذلك حقا.

تغيب إحداهن ويبقى عطرها في وجدان رجُلها حارسا أمينا عليها، يبللها بالندى كلما أصابها بعض الجفاف في ذاكرته، يشجّرها كلما اصفرّت أوراقها في باله، يضع صورتها أمام عينيه كلما حاول رجُلها وضع صورتها في احد جيوبه الخلفية! يحفر اسمها على جدران قلبه كلما كتب اسمها على ماء أيامه، يقوم عطرها بكل ذلك واكثر، بل انه يأخذ محبوبها من يديه طائعا ليسجنه في زنزانة لحظة ما إلى ان تعود صاحبة العطر بعد غياب.

للعطر حبائل يصعب على الرجل -أي رجل- الفكاك منها مهما حاول، يطارده ذلك العطر أينما هرب، يشاغبه، يحاصر حواسه جميعا، يتوزع في خطوط راحتيه، يمتزج بنسيج ثيابه، وخلايا جسده، يضيء صباحاته كلما أطفأها الظلام، يمزق ستائر نسيانه، يفتح النوافذ والأبواب على مصاريعها على وجه أنثى لا تغيب، وتأبى ان تتحول إلى رماد.

نصيحة لكل انثى... إذا ما أُعجب بعطرك رجل يهمك أمره، فلا تخبريه عن اسم عطرك بأي حال من الاحوال، ابقي اسم عطرك سرا، راوغيه، امنحيه اسما لعطور يكرهها، فإن ذلك من شأنه أن يجمّل غموضك، ويبقيه خالدا إلى الأبد!

نصيحة أخرى للرجال... حاذروا رائحة طلاء الأظافر فإن لبعضها ذات التأثير وذات السحر!

back to top