«بلديات» جبل لبنان أنعشت حضور «14 آذار»

نشر في 04-05-2010 | 00:01
آخر تحديث 04-05-2010 | 00:01
الانتخابات أظهرت حاجة عون إلى الصوتين الشيعي والأرمني للحسم مسيحياً
انتهت الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان إلى خلاصات ستترك بصماتها على موازين القوى. ورغم أن طبيعة عمل المجالس البلدية والاختيارية لا تؤثر في صياغة القرارات السياسية، فإن نتائج الاقتراع تعتبر عاملاً مؤثراً في التحضير للانتخابات النيابية المقبلة في 2013، ولو قبل 3 سنوات من موعدها، لأن العمل البلدي على تماس مباشر مع الناس، والمخاتير يُعتبرون مفاتيح انتخابية يعتد بها في الانتخابات النيابية.

أما بالنسبة إلى المعاني والنتائج السياسية لما أفرزته الانتخابات البلدية والاختيارية، فتعددها مصادر مراقبة على الشكل الآتي:

1- خرجت قوى 14 آذار من المعركة بنتائج رمزية تسمح لها بتضميد جروح سياسية أُصيبت بها في الأشهر الماضية، ولو أنها لاتزال دون حجم إزالة آثارها. وتعتبر نتائج قضاء جبيل الأكثر دلالة إذ شكلت امتداداً لتحالفات الانتخابات النيابية مع فارق أن تأثيرات "الصوت الشيعي" لم تنعكس على القرى والبلدات والمدن المسيحية مما قلب النتائج لمصلحة 14 آذار.

2- تمكن النائب ميشال المر بفعل طبيعة الانتخابات البلدية من الاستفادة من عدم قدرة تأثير "الصوت الأرمني" على القرى والبلدات المتنية التي لا وجود فيها للطائفة الأرمنية، ومن شبكة تحالفات مع قوى 14 آذار ومع غيرها، لاستعادة صورة "زعيم المتن" التي اهتزت في الانتخابات النيابية بدورتيها السابقتين نتيجة التحالف السياسي والانتخابي بين التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق الأرمني. وبذلك تكون صورة قضاء جبيل قد تكررت بالنسبة الى اتحاد البلديات الذي سيؤول إلى المر.

3- شكل فوز المرشح السابق للانتخابات النيابية في مواجهة التيار الوطني الحر إدمون غاريوس ببلدية الشياح بشبه تزكية، ونجاح كل من رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان، ورئيس بلدية الحازمية  جان الأسمر، وغيرهم من رؤساء بلديات المنطقة رسائل سياسية تصب في مصلحة 14 آذار في بعبدا.

4- خرجت 14 آذار في الشوف بنتائج انتخابية مهمة أثبتت حضورها رغم خروج النائب وليد جنبلاط من التحالف. وجاء فوز تيار المستقبل بانتخابات قرى إقليم الخروب السنية رغم خوضه معارك قاسية في مواجهة تحالف مستجد بين الحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية والحزب الشيوعي وجهات سياسية سنية معارضة لتيار المستقبل، ليثبت زعامة سعد الحريري في تلك المنطقة بمعزل عن الشراكة الانتخابية مع جنبلاط. وعلى الصعيد المسيحي جاءت نتائج بلدية دير القمر لمصلحة 14 آذار لتؤكد أن حضور هذه القوى في قرى الجبل وبلداته المسيحية لم يتأثر بمصالحة عون-جنبلاط الأخيرة، وبانعكاساتها الانتخابية في أكثر من منطقة وخصوصاً في الدامور التي فاز فيها تحالف عون-جنبلاط.

 5- أظهرت انتخابات الأحد أن عون يحتفظ بقوة انتخابية استثنائية في بلدة الحدث في قضاء بعبدا، غير أنه فشل في تعميم هذا الانتصار على المناطق المسيحية التي فاز فيها بالانتخابات النيابية. فهو خسر المواجهة التي خاضها في بلدية ذوق مكايل إزاء الرئيس الحالي للبلدية نهاد نوفل مدعوماً من 14 آذار والمستقلين، وخسر في سن الفيل في مواجهة تحالف الكتائب–المر–القوات اللبنانية، وخسر في جبيل في مواجهة تحالف المستقلين–14 آذار–رئيس الجمهورية. ولم يتمكن من دخول معظم بلديات جبل لبنان التي وصل اليها محازبوه من خلال التوافق مع قوى 14 آذار والمستقلين.

 6- تبقى الإشارة إلى الرمزية السياسية لنتائج الانتخابات الاختيارية في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله الحديدي التي نجح فيها شقيق النائب باسم السبع (تيار المستقبل) في الفوز بمقعدين اختياريين،  متفوقا في الرقم الذي حققه مع شريكه في اللائحة (نحو 2500 صوت كمعدل وسطي) على شقيق النائب علي عمار (حزب الله) الذي فاز مع مختار آخر على لائحته بـ120 صوتاً لعمار وأقل من ألف صوت لشريكه في اللائحة.

back to top