أول العمود: يتحسر البعض كيف تحول كشك مبارك الكبير إلى مطعم لبيع السمبوسك... والحقيقة أنه لولا راعي السمبوسك لكان الكشك شيئا من الذكريات كحال الكثير من الأبنية التاريخية التي أزيلت، ولما أتيحت الفرصة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لترميمة استعداداً لافتتاحة في ذكرى اليوبيل الذهبي للاستقلال... وسيكون ردا للجميل لو كوفئ صاحب المطعم بضمه إلى صندوق المعسرين!

Ad

***

إيماني بفكرة الاستقلال المادي للمرأة ثابتة، عازبة كانت أم متزوجة لا فرق، فالاستقلال المادي يعد طريقا لبناء الشخصية المستقلة في الرأي وحرية الحركة خصوصاً في المجتمعات الشرقية، ومن المهم هنا العمل على تشريع كل ما من شأنه مساواة الرجل بالمرأة في المجال الاقتصادي والتعاملات التجارية الحرة.

أكتب هذه الكلمات لأشيد بمبادرة بيت الاستثمار العالمي (غلوبل) تأسيس "نادي غالية" غير الربحي لتثقيف المرأة في مجال الاستثمار، وتحقيق الأمان المادي من خلال سياسات وخطط عديدة، منها مرافقة سيدات أعمال ناجحات لكسب الخبرة منهن مباشرة، والتعرف على أساليب إدارة الأموال واستثمارها على يد متخصصين. ومن المؤكد أن الهدف الذي يبشر به هذا النادي يأتي ضمن سياق فكرة تمكين المرأة في مجال الاقتصاد، وهو مجال مهم جداً ويؤدي إلى تهيئة جيل مستقل من النساء يملك قراره ولا يكون تابعا ضعيفا.

غالبا ما يجذب السلوك القيمي والاجتماعي فى الكويت طاقات النساء ومدخراتهن، وهن في مقتبل العمر إلى أنماط ترفيهية واستهلاكية بعيدة عن فكرة تدوير الأموال وعقلية الادخار، وهذا الوضع يتطلب توعية وتثقيفاً بأهمية أن تقوم المرأة بدخول عالم الاستثمار، وبإدارة أموالها بنفسها وبجهدها لتحقق النجاح والاستقلال دون الاتكال على أحد، وفي ذلك تشير دراسة لشركة "أدفانتج" الاستشارية أن حجم ثروات النساء الخليجيات ستصل إلى 385 مليار دولار في عام 2011، وتعد في معظمها ثروات نائمة!

تعتبر الكويت واحدة من الدول التي يشجع نمط توزيع الثروة فيها على دخول النساء عالم الاستثمار في المشروعات الصغيرة، إذا ما وعت إلى مسألة الادخار، فالقطاع الحكومي يوظف ويعطي الرواتب المجزية لعشرات الآلاف من الموظفات "45%" وهذا وضع يحقق فكرة الاستقلال المادي الجزئي الذي يجب استثماره لاحقا للبدء بإدارة مشاريع استثمارية صغيرة استنادا إلى مدخرات الوظيفة الحكومية.

ومن الملاحظ بكثرة وتحديداً منذ بداية التسعينيات دخول النساء الكويتيات الشابات في عالم الأعمال والأنشطة التجارية الصغيرة كالمعارض الاستهلاكية والأزياء وتأسيس الشركات الخدمية والترفيهية، وهو نشاط محمود ومطلوب تشجيعه، إلا أن الدخول في مجالات الاستثمار من دون خبرة واحتكاك بسيدات أعمال من ذوي التجارب يعد خطوة غير محسوبة في استثمار الأموال، وهذا ما يهدف إليه "نادي غالية" حاليا.       

العلاقة الصحية بين الرجل والمرأة هي العلاقة المبنية على التكافؤ وإتاحة ذات الفرص للجنسين لبناء الشخصية والهوية، وينسحب هذا على العلاقة الزوجية في البيت، فالمرأة العاملة أو صاحبة الأعمال تكون في وضع نفسي وحمائي أفضل من المرأة المتزوجة التابعة ماديا لزوجها، وهو وضع بدأ ينقرض ويزحف باتجاه تقليم مفهوم القوامة.