نشاطر أهالي ضحايا كارثة الجهراء الأحزان، ونتقدم لهم جميعا بالتعازي الصادقة للمصاب الجلل بفقدهم الأهل والأحبة في الكارثة الإنسانية التي حدثت يوم السبت الحزين بينما كانوا يتجمعون للفرح، وإذ به يتحول فجأة إلى مأساة، كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين كافة. لقد كانت كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معان تتطلب تضامننا جميعا مع أهالي الضحايا والمصابين بشكل عملي يتعدى الكلام النظري إلى الفعل الملموس.

Ad

لذلك فإن المطلوب وبشكل عاجل هو:

1- إعلان يوم 15 أغسطس يوم تضامن وطني مع أهالي الضحايا والمصابين (كان من المفترض أن يعلن الحداد العام فور حدوث الكارثة).

2- تفعيل المادة 25 من الدستور التي تنص على تكفل الدولة بتحمل الأعباء الناجمة عن الكوارث والمحن العامة، وتعويض المصابين.

3- إقامة عزاء جماعي في إحدى الصالات العامة في منطقة الجهراء يشارك فيه أهل الكويت كافة تضامنا مع أهالي الضحايا والمصابين.

4- إقامة مركز لإدارة الكارثة يحتوي على طوارئ طبية متخصصة على أن يشارك فيه اختصاصيون نفسيون لمعالجة "اضطرابات ما بعد الصدمات" لأن الكثير من أهالي المنطقة خصوصا ذوي الضحايا والمصابين يحتاجون إلى عمليات إرشاد نفسي مكثف ومتابعة شبه يومية لفترة من الزمن.

5- سرعة البت في إرسال من يحتاج من المصابين للعلاج في الخارج وتسهيل عملية سفرهم.

6- الاستعجال في استقدام فرق طبية عالمية متخصصة في معالجة حالات المصابين والجرحي الذين لا تسمح حالاتهم بالسفر للخارج.

7- تنظيم عمليات التبرع بالدم لتمكين أكبر عدد من المواطنين والمقيمين من التبرع بالدم، وقد يكون من المناسب هنا أن تكون حافلات بنك الدم المركزي المجهزة موجودة في مناطق السكن الخاص وبالقرب من المجمعات التجارية وفي الأماكن العامة المختلفة.

8- إنشاء جهاز متخصص في إدارة الأزمات والكوارث والمصائب العامة التي من الممكن أن تحدث في أي وقت، خصوصا في ظل تفشي الواسطة والتسيب والفساد في الجهاز الإداري الحكومي وعدم الالتزام بتطبيق إجراءات وقواعد الأمن والسلامة المتعارف عليها دوليا والتي من ضمنها تصميم القاعات والصالات العامة لتتناسب مع الغرض الذي أنشئت من أجله.

9- فتح تحقيق فوري على أعلى المستويات لمعرفة أوجه القصور التي رافقت عملية التعامل مع الكارثة التي كشفت ضعفا معيبا في أداء أجهزة الدولة المنوط بها التعامل مع هذه الحالات وعدم جاهزيتها مثل المستشفيات والمطافئ والمرور والبلدية والدفاع المدني والإذاعة والتلفزيون وغيرها. لقد بينت الكارثة بشكل جلي الخلل الرهيب في كيفية إدارة الدولة للأزمات والكوارث، لذلك فإنه من المهم جدا أن يتم نشر نتائج التحقيق بشكل سريع وعلني مع تحديد درجة التقصير ونوع العقوبة وإجراءات إصلاح الخلل حتى يطمئن الناس ويثقوا بالأجهزة الحكومية.

10- تشديد الرقابة على متعهدي الحفلات للتأكد من توافر إجراءات وقواعد الأمن والسلامة في الخيم المؤقتة والصالات العامة لضمان عدم تكرار الكارثة التي تكررت، مع بالغ الأسف، ثلاث مرات متتالية في منطقة الجهراء خلال مدة قصيرة.

أخيرا فإنه رغم تقصير بعض الأجهزة المعنية وضعف استعداداتها وارتباكها الواضح في التعامل مع الكارثة المؤسفة، ورغم نقص التجهيزات العامة مثل المستشفيات المتطورة وسيارات الإسعاف والمطافئ والطائرات المجهزة لنقل الجرحي فإن هنالك جهودا جبارة ومذهلة بذلها العاملون كافة في أجهزة الدولة المختلفة المعنية بدءا من الطبيبات والأطباء إلى الممرضات والممرضين والإداريين والمسعفين ورجال الإطفاء وسائقي الإسعاف والمطافئ ورجال الداخلية والدفاع والحرس الوطني والمتطوعات والمتطوعين كافة، مرورا بالعاملين جميعا في بنك الدم وجموع المتبرعين بالدم من مواطنين ومقيمين، لذلك فإنه لا بد لنا من توجيه الشكر الجزيل لهم جميعا على هذه الروح الإنسانية الرائعة وعلى هذا العمل الجبار الذي يقومون به، خصوصا إذا ما عرفنا أنهم عملوا ولايزالون يعملون بكل إخلاص لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل ظروف استثنائية وتنظيم إداري متشابك ومتخلف ونقص في بعض الإمكانات والتجهيزات العامة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء