الإصلاح السياسي ولجنة القيم
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
لذلك فإن الاكتفاء بالتمني والتوسل والترجي بأن يعدل بعض أعضاء المجلس من سلوكهم غير المنضبط أحيانا لن يجدي نفعا، ناهيك عن كونه فعل الكسول والعاجز لأن التغير الاجتماعي والسياسي الحقيقي لا يأتي أبدا بالتمني والتوسل والترجي، إنما يكون حصيلة طبيعية للفعل الواعي والمدرك وثمرة من ثمرات التخطيط السليم الذي يبحث في الأسباب الجوهرية الحقيقية للمشكلة ولا يتوقف كثيرا عند أعراضها وظواهرها على اعتبار أن معالجة الأسباب الجوهرية يترتب عليها بالضرورة تلاشي الأعراض والمظاهر السلبية. كما أن وضع اللوائح الداخلية واستحداثها على أهميتها مثل لائحة القيم في مجلس الأمة غير كاف بحد ذاته لأنه قد يخفف من بعض الأعراض الظاهرة للمشكلة لكنه حتما لن يقضي عليها. لذا فإن المطلوب هو تغيير مدخلات العملية السياسية حتى يكون لدينا مخرجات نوعية مختلفة، وذلك من خلال إصلاح نظامنا الديمقراطي الذي وضع أسسه دستور 1962 وتطوير آلياته وأساليبه من أجل تهيئة البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية المناسبة للتطور الديمقراطي السليم. إننا بحاجة إلى إيجاد نظام انتخابي جديد ونوعي يضمن لنا تحويل الصراع المجتمعي إلى صراع سياسي وطني صحي وهادف بدلا مما يجري حاليا من تناحر قبلي وطائفي وفئوي ومناطقي. كما أننا في أمس الحاجة أيضا إلى تنظيم العمل السياسي لكي يتوافق وينسجم مع النظام الدستوري الديمقراطي، ويُخرج لنا سياسيين حقيقيين يعرفون ماهية العمل السياسي الديمقراطي وكيفية ممارسته بشكل وطني صحيح. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة