ترقيات أساتذة «الإجتماعية» على وقع «انصر أخاك وإن كان بحثه ركيكاً»
مقرر اللجنة العليا يطالب باعتماد أبحاث «زميله» ليتولى رئاسة أحد الأقسام
يعاني أعضاء اللجنة العليا لاعتماد ترقيات أساتذة العلوم الاجتماعية إزعاجاً من مقرر اللجنة، الذي تمت تنحيته من منصبه لأسلوب تعامله ومحاباته لزميله في القسم العلمي.
للأسف سمح بعض أساتذة الجامعة لأخلاقهم بأن تكون رهنا للعادات الخارجية، التي باتت تتأثر بسهولة بسيئات المجتمع على مختلف أنواعها، وبينما صنّفت "السرقات العملية" على أنها خبر اعتيادي نسمع به كل شهر، ظهر في الأفق عنوان جديد تفشّى في نفوس البعض تحت تصنيف "انصر زميلك وإن سرق بحثا"!.وبالفعل تطورت مخالفات بعض الأساتذة من سرقة الأبحاث إلى الدفاع المستميت عن زميل في القسم العلمي من أجل اقناع لجنة سرية بترقيته استنادا على أبحاث "غير محكّمة" و"لم تنشر في مجلات علمية معتمدة" ويعتبرها البعض "ركيكة".وكشفت مصادر مطلعة في جامعة الكويت سعي أستاذ دكتور في كلية العلوم الاجتماعية لخدمة زميله بأسلوب الواسطة مع سبق الإصرار والترصد من خلال منصبه المؤقت كمقرر للجنة العليا لتقييم أبحاث أعضاء هيئة التدريس المتقدمين للترقيات، وطالب مرارا وتكرارا من أعضاء اللحنة الأربعة اعتماد ترقيته واعتبار الأبحاث العلمية "غير المحكّمة" مطابقة للشروط ويعتد بها رغم رفض الأعضاء. وبينت أن الأستاذ أخذ رفض باقي الأعضاء لأبحاث "زميله" الصريحة والواضحة على محمل شخصي وفسرّها على أنها هجوم مجرد من التقييم العلمي، ورغم أن اللوائح والشروط واضحة وتشترط "تحكيم الأبحاث ونشرها في مجلات علمية معتمدة"، أصر على رأيه حتى بدأ سب رئيس اللجنة والتهجم عليه بألفاظ سيئة، ما اضطر الرئيس وباقي الأعضاء إلى التصويت على إزاحته من منصبه كمقرر ليصبح عضوا عاديا، في اجتماع آخر لم يكن موجودا فيه".وروت المصادر حادثة الصدام الكبير بعد عودة الأستاذ المستميت إلى الاجتماع التالي الذي علم من خلاله بقرار إزاحته من منصبه مع إبقائه عضوا، حيث أكدث أن "الأستاذ عاد ليسب أعضاء اللجنة وتحديدا رئيسها بعد أن علم بأنه أزيح من منصبه بسبب ألفاظه واسلوبه في آخر اجتماع له"، لافتة إلى أنه "نطق مرة أخرى بمفردات لا تليق والمكانة العلمية لباقي الأعضاء الذين لا تقل درجتهم عن أستاذ دكتور، ما اضطر رئيس اللجنة ومقررها الجديد إلى رفع مذكرة إلى عميد الكلية د. عبدالرضا أسيري لينظر في الأمر".وأوضحت المصادر أن "أسيري لعب دورا كبيرا في تهدئة الموضوع، إلا أن أطرافا خارج اللجنة ومن نفس القسم الذي يدرس فيه "الأستاذ المستميت" عملت على الضغط على أسيري بكل الأساليب لإبقاء الأستاذ عضوا في اللجنة، ومنهم زميله الذي تقدم بأبحاث غير محكّمة".وعن أسباب استماتة الأستاذ من أجل ترقية زميله من "أستاذ مساعد" إلى "أستاذ دكتور"، أكدت المصادر أن "الزميل يريد أن يحصل على رئاسة قسم في كلية العلوم الاجتماعية التي تشترط هذه الترقية للحصول على المنصب بشكل رسمي وليس بالتكليف، الأمر الذي حدا به إلى الضغط على أسيري وإبقاء زميلة عضوا في اللجنة، ليدافع عن أبحاثه".يذكر أن اللجنة العليا لاعتماد أبحاث أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم الاجتماعية، تعتبر لجنة سرية يختارها العميد حسب الشروط واللوائح المعمول بها واجتماعاتها تعقد بالصفة ذاتها وبأماكن غير محددة، ولا تعلن نتائجها إلا للأعضاء أنفسهم، ومن ثم ترفع إلى نائب مدير الجامعة للشؤون العلمية، الذي يستكمل اجراءاتها لكي ترفع إلى مجلس الجامعة ليعتمدها بشكل نهائي في اجتماعه المقبل.