ريان مسجون لـ تعاطيه الكوكايين... الفنانون والمخدرات... مسلسل مكسيكي طويل!
فوجئ الوسط الفني أخيراً بخبر دخول المغني الشاب ريان السجن بتهمة تعاطي المخدرات، تحديداً مادتي الكوكايين والحشيشة، وقد فتح هذا الخبر الباب على مصراعيه أمام مسألة تعاطي الفنانين المخدرات لا سيما بعدما اعترف الملحن سمير صفير في تصريح تلفزيوني بأنه كان مدمناً على الكوكايين وأقلع عنه. يؤكد مقرّبون من ريان أنه كان ضحية وشاية من إحدى الفتيات التي كانت تتعاطى المخدرات ضمن دائرة أصدقائه الضيّقة، وعندما وصلت يد العدالة إليها اعترفت بأن من يتعاطى معها فنان لبناني هو ريان وآخر متحدّر من أسرة فنية شقيقته مغنية معتزلة وشقيقه عازف إيقاع.
ما زال ريان حتى هذه اللحظة في السجن ينتظر أن يجد له المحامون مخرجاً من هذا المأزق الذي وقع فيه، وهو في بداية حياته الفنية ولم يقطف إلى اليوم ثمار الشهرة التي يتمتع بها، ولا نعلم ما هو مصيره، هل سيلجأ إلى مركز لعلاج الإدمان أم ستكون للقضاء كلمة أخرى؟ إقلاعلا يستطيع فنان يتربّع على عرش النجومية ويعتبر صاحب لون غنائي متفرد، الصعود إلى خشبة المسرح إلا بعد أن يتعاطى حشيشة الكيف وإلى جانبه مطربون من وزن علي الحجار ومحمد الحلو، اللذين أقلعا عن شرب الكحول بعدما وصلا إلى مرحلة الإدمان.يعترف الحجار بأنه أقلع عن شرب الكحول منذ سنوات وأدى فريضة الحج وأغلق باب التعاطي، كذلك الحال بالنسبة إلى الحلو الذي تحدثت عنه الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، عندما ظهرت في برنامج «خليك بالبيت» على شاشة «المستقبل» قبل وفاتها بعامين، وقالت إنها كانت تشاهد الحلو في أروقة التلفزيون وهو يسير بخطى بطيئة تحت تأثير الكحول. اليوم، يعتبر الحلو أحد أجمل الأصوات التي تنشد آيات من الذكر الحكيم وعُرف باتجاهه نحو الالتزام الديني. أما الممثل الذي أصبح نجم نجوم العالم العربي، فكان مدمناً على شرب البيرة، ولكن عندما شعر بوطأة التقدم في السن وبضرورة الحفاظ على الشهرة المدوّية، وكونه أحد أعلام التمثيل في الوطن العربي، قرّر الإقلاع نهائياً عن شرب الكحول. في المقابل، كان الممثل العبقري، الذي رحل منذ سنوات ويعتبر أحد أهم ممثلي السينما العربية على الإطلاق، مدمناً على الكحول وحشيشة الكيف وغيرهما.نجمات ليس الإدمان حكراً على الرجال بل يتعداهم إلى النجمات في عالم الفن، فقد صرّحت نادية الجندي، في إحدى مقابلاتها الصحافية، أنها، أثناء تجسيدها شخصية المدمنة في فيلم «الضائعة» واختلاطها بالمدمنين بالإضافة إلى عوامل نفسية أخرى، كادت أن تنجرف إلى عالم الإدمان، لولا أنها لجأت إلى الصلاة والاتكال على الله.من منا لا يتذكر مغنية وممثلة اعتزلت الفن، وما زالت أفلامها تُعرض على الفضائيات، وقعت فريسة الإدمان على الكحول لدرجة أنها كانت تزعج أصدقاءها بمكالماتها الليلية، وهي تحت وطأة السكر الشديد، إلى أن انقلبت حياتها رأساً على عقب، فكانت العزلة والإقلاع عن كل ما هو مشين.الضحيّةثمة فنانون وقعوا فريسة إدمان مواد مخدرة وشُفيوا منها على غرار فاروق الفيشاوي، الذي يعترف بإدمانه وبقدرته على التخلص من تلك الآفة بمساعدة زوجته آنذاك سمية الألفي، وأكثر ما كان يزعجه أنه كان يتعاطى الهيرويين أمام ابنه البكر أحمد، الذي أصبح في ما بعد الممثل أحمد الفيشاوي.كذلك وقع فنانون آخرون فريسة تعاطي الهيرويين، وكانوا كريان في بداية حياتهم الفنية، مثل مطرب لمع نجمه تزامناً مع حضور تامر حسني اللافت في الساحة الفنية. وعلى رغم شخصيته المحببة وصوته الجميل، وقع ضحية المخدرات، بعدما أصبح نجم حفلات إحدى الثريات العربيات، فتدهورت أحواله المادية والفنية ما أثر على شهرته وانطلاقته الفنية، ولم يستأنف نشاطه الفني إلا بعدما أقلع عن تلك الآفة.كذلك ربما يكون الإدمان أحد أبرز الأسباب التي دفعت سعيد صالح إلى التخلّف عن مشاطرة صديقه عادل إمام عرش الكوميديا، قُبض عليه مراراً بتهمة تعاطي المخدرات وكان يُفرج عنه لأنه النجم سعيد صالح إلى أن سُجن في المرة الأخيرة لمدة عام. رأي علم النفستوضح الاختصاصية في علم النفس العيادي د. عايدة شبارو، جملة أسباب لتعاطي الفنانين المخدرات من بينها: اعتقاد كثر بأن تعاطي المخدرات ينقلهم إلى عوالم مختلفة تحفّزهم على الإبداع، الحساسية المفرطة التي يتمتع بها الفنان الحقيقي وتعرّضه لحالات الاهتزاز النفسي، فيهرب منها باتجاه تعاطي المخدرات، التحدي اليومي الذي يواجهه الفنان مع ذاته خصوصاً عندما يصل إلى مرحلة متقدّمة من النجومية، فيشعر بعدم الاتزان نتيجة اعتقاده بأنه حالة فريدة، ما يجعل «الأنا» لديه مرتفعة للغاية، ويتعزّز شعوره هذا عندما يكون في عالم الخيال والأوهام، الوقوع تحت وطأة العمر المهني القصير بالنسبة إلى الممثل (لا يزيد على 20 عاماً)، وهو أقصر من سن المغني، فيحاول تحت وطأة هذا الإحساس التشبّع من كل شيء في الحياة، ويدخل في نفق تعاطي المخدرات.تشير شبارو إلى أن المرأة تؤدي دوراً في تشجيع الفنان على تعاطي المخدرات أو منعه من ذلك، لذلك انتصر النجوم المتزوّجون على آفة الإدمان. أما الفنانون الذين ما زالوا خارج القفص الزوجي فهم أكثر عرضة للبقاء أسرى الإدمان، نظراً إلى انعدام المسؤولية العائلية، وعدم وجود امرأة في حياتهم تحافظ على حياة زوجية سوية.