فوضى الأسماء الأجنبية إلى متى؟

نشر في 29-07-2010 | 00:01
آخر تحديث 29-07-2010 | 00:01
"يمسك الحبة ويفلت الدبة"، مثلٌ كويتي جميل يعبِّر عن الواقع الذي تعانيه زمرة من الإدارات المختلفة في الدولة، حين تعمل على تعطيل وعرقلة المشاريع، صغيرة كانت أو كبيرة بسبب شعارها، إعلانها أو حتى غرضها، نظراً إلى قلة الوعي أو عدم تقبُّل أحد المسؤولين موضوعها.
يبدو أن الغرابة والغموض هما أبرز ما يميز تلك الأسماء التي تزيِّن المشاريع التجارية الصغيرة أو الكبيرة، في خضم الكم الهائل للمطاعم والمقاهي وصالونات التجميل النسائية منها والرجالية، اتجاهاً من ملاكها نحو التميز، حتى اتجه البعض إلى الأسماء الشعبية القديمة كـ"الدروازة" أو "الروشنة"، والتسمية بالأسماء التي كادت تندثر بلمحة تجارية جميلة لإحياء جزء من التراث، وهناك من يسمّي المحال بأسماء مسلسلات الموسم كصالون "سنوات الضياع" للحلاقة، ويظل اختيار الأسماء الأجنبية البرّاقة مثل "جيمس" التي توحي بـ"الكشخة" وتذكِّر المستهلك بالعصر الذهبي لملك البوب مايكل جاكسون، هي الموضة الرائجة لاختيار الاسماء، واتجه كثيرون إلى استقدام وكالات عربية تحمل أسماء لافتة للنظر كمطعم "البغل" في حولي، إذ يؤكد مالكه أنه مطعم مأكولات خفيفة مشهور في جمهورية مصر العربية لعائلة البغل المصرية.

وتبقى وزارة التجارة المسؤول الأول والأخير عن استصدار الرخصة التجارية باسم المشروع، واضعةً شروطاً واسعة ومطاطة تتيح لبعض المسؤولين حرية الرفض أو السماح لاسم مشروع دون آخر، من غير تشكيل لجنة تضم عناصر مثقفة "باللغة الإنكليزية على الأقل" لترفض اسماً أو تقبل آخر، فارضةً تزمتها على الأسماء العربية، ناسية أو متناسية قلة ثقافتها الإنكليزية على الأقل التي أتاحت لصالون يحمل اسم تابو "TABOO" الظهور في شارع عام حيوي كشارع المطاعم في منطقة السالمية، وللتوضيح أكثر فهذه الكلمة معروفة جداً عند الغرب وتعني المحرم والممنوع على الصعيد المحظور جداً، ضاربةً بكل الأعراف والتقاليد التي تضع الكويت في عين الزائر الأجنبي أو المثقف في موضع التناقض العجيب الذي لا نُحسَد عليه.

back to top