في تطور غير مسبوق شهدت شوارع في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية تعليق ملصقات تعلن تأييد ترشيح جمال مبارك نجل الرئيس لمنصب الرئاسة، وهو ما اعتبره مراقبون أول تحرك علني يطرح "التوريث" كخيار شعبي.

Ad

ووسط صمت رسمي لم يقطعه إلا تصريح لأمين شباب الحزب "الوطني" الحاكم محمد هيبة المقرب من نجل الرئيس اعتبر فيه أن هناك فئات شبابية واسعة تؤيد جمال مبارك، هدد معارضون بالرد بحملة سياسية وإعلامية مضادة "تفضح محاولات تمرير التوريث". وقال المعارض أيمن نور إنه سيبادر بإطلاق هذه الحملة.

وانتشرت في عدد من شوارع العاصمة المصرية ملصقات مذيلة بتوقيع "الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك" تحمل صورة النجل الأصغر للرئيس، والذي يتولى موقع أمين السياسات في الحزب الحاكم.

ووصف نائب مدير مركز "الأهرام للدراسات" ضياء رشوان حملة مؤيدي جمال مبارك بأنها تأتي "في الوقت الضائع"، معتبرا أن "الأمور تكاد تكون محسومة لصالح استبعاد نجل الرئيس من أي ترتيبات تتعلق بمستقبل البلاد إلا إذا مرّ الرئيس مبارك بظروف صحية طارئة تجعله موجودا ولكنه غير قادر على ممارسة مهامه مما قد يجعله يفكر في عدم الترشح في الانتخابات".

وأضاف رشوان أن سيناريو استمرار الرئيس حتى الرحيل هو الأرجح، وفي هذه الحالة لن يكون لابنه أي فرصة في الترشح وهو وغالبية أنصاره باتوا يدركون ذلك بوضوح"، معبرا عن اعتقاده بأن الهدف من تحرك أنصار جمال هو "إقناع الأب بأن ابنه يملك شعبية، ما قد يسهم بإقناعه بدعم سيناريو التوريث إذا ساءت صحته".

وتأتي التحركات العلنية لمؤيدي جمال مبارك بعد نجاح الجناح المناوئ لهم داخل صفوف الحزب الحاكم، والذي يطلق عليه اسم "الحرس القديم"، في تسجيل أكثر من نقطة لصالحه في معركته لإزاحة رموز لجنة السياسات، وكانت آخر جولات الصراع التي انتهت بهزيمة الفريق الأول هي المعركة النيابية والإعلامية حول أداء وزير الإسكان أحمد المغربي المقرب من جمال، والذي تعرض لاتهامات مكثفة باستغلال منصبه للحصول على أراض من الدولة لشركات يملكها هو وعائلته.

يذكر أن أمين إعلام "الوطني" علي الدين هلال هاجم بشدة قبل أيام طرح بعض الأسماء لخوض انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل في ظل وجود الرئيس مبارك مطالبا بعدم استباق الأمو، إلا أن حملة تأييد جمال مبارك فاجأت الجميع بالخروج على هذا التوجه.