أيا يكن جدول لقاءات الرؤساء الثلاثة نجاد والأسد وأردوغان في لبنان، فإن العناق المتوقع لكل واحد منهم مع سماحة السيد في الضاحية الأبية، أو في أي موقع آخر من تراب لبنان المقاوم سيكون له بحد ذاته وقع يوازي سقوط حزمة صواريخ بعيدة المدى على تل أبيب إن لم يكن أكثر.

Ad

وعلى عكس توقعات و تهويلات أولئك «العرافين السياسيين» القصيري النظر والمثيرين للشفقة في آن معا، فإن هذا الحدث الجنوبي الطابع والطالع والهوى بإمكانه أن يردع أي مخطط دولي مشبوه، أو مشروع إسرئيلي للعدوان مجددا على لبنان، ذلك لأن هذا الحراك السياسي من الوزن الثقيل باتجاه هذا البلد العظيم وباتجاه جنوبه الصامد والمقاوم بالذات سيشكل إضافة نوعية لمقولة تلاحم الجيش والشعب والمقاومة اللبنانية في وجه التهديدات الإسرائيلية، وبالتالي فإن من شأنها إن تدفن أحلام أشكينازي وغيره من جنرالات العدو الصهيوني الذين يروجون لإمكانية العدوان على لبنان في سبتمبر القادم.

بائسون كل البؤس أولئك الذين لايزالون يعيشون أحلام الإمبراطورية الآفل نجمها، أو أولئك الذين لايزالون يحلمون بعودة الأمور إلى ما قبل الانتصارين التاريخيين اللذين حققهما لبنان بتلاحم قواه الشعبية مع الجيش والمقاومة، محاولين استبدال ذلك الفوز العظيم بمعادلة الحياد.

وحالمون هم إن توقعوا بأن أحدا في المحور السوري الإيراني الداعم للبنان الجديد مستعد للتراجع تحت أي ضغوط ومن أي نوع كان عن دعمه للمقاومة اللبنانية.

على العكس من ذلك فإن هذا المحور يتوسع اليوم ليشمل تركيا الطيب أردوغان، تركيا العدالة والتنمية، تركيا الشعب المسلم العظيم الذي أخذ قراره بالعودة النهائية للذات والانتقام لأهله في فلسطين تحت كل الظروف، حتى لو تباطأ حزب العدالة والتنمية بعض الشيء لأسباب مفهومة.

العالم يتغير بتسارع مختلف أيها الأساتذة الحالمون بالعودة إلى معادلات ما قبل حربي يوليو وديسمبر اللبنانية الفلسطينية، ولا مجال أمامكم إلا الاستدارة كما استدار غيركم حفاظا على مصالحه!

وإلا فإن سبعين 7 مايو تنتظركم هذه المرة كما نقل على لسان سيد المقاومة محذرا من وقوع البعض في فخ بعض الدوائر الدولية المشبوهة المعروفة بسيناريوهاتها التي باتت مكشوفة، والتي تهدف إلى اللعب في نار الفتن المذهبية على خلفية ترويجات محكمة دولية باتت محل شك وريبة شديدين.

إن لبنان الجديد لبنان القوة والمناعة والعز والافتخار قد تشكل، وتبلورت قامته منذ أن هزمهم قائد الانتصارين ورجاله الأحرار في حرب الـ33 يوما، ولم يبق أمام جنرالات العدو الصهيوني المنهار إلا أن يذعنوا ويقروا بأن زمن الهجوم المفاجئ والحرب الخاطفة والاستفراد بالقوى والدول العربية قد ولى وإلى غير رجعة. وبالتالي فإن دائرة إسناد ودعم لبنان الجديد تتسع مع كل يوم يمر، ولن يتمكن أحد من منع القوى الحية في العالم من التضامن مع لبنان الجديد هذا.

فليست واشنطن أو غيرها من الداعمين للكيان الصهيوني، وهو العدو الذي لاشك ولا تردد في عداوته للبنان والعرب، كدمشق أو طهران أو أي داعم جدي للبنان حتى يتم مساواتهما مع الآخرين.

إن واشنطن عندما تقرر أن تدعم أحدا في لبنان فإنها تريد أن تأخذه إلى المعسكر المعادي، وبالتالي فهي تعرض أمنه الوطني والقومي للخطر.

في حين أن دعم وإسناد سورية أو إيران لأحد في لبنان فإنهما تريدان أن تعززا من موقعه المقاوم ضد عدوه اللدود، وبالتالي فإنهما تدفعان من أمنهما القومي لمصلحة أمن لبنان الوطني والقومي.

والفرق بين الموقفين كبير وكبير جدا، وبالتالي لا وجود لمحاور إقليمية وهمية هي من صناعة العدو وأسياده، إنما يوجد طرف دولي هو في الواقع طرف في الحرب على لبنان والعرب والمسلمين، فيما توجد دول وقوى عربية ومسلمة شقيقة وصديقة للبنان تسعى لدعمه وإسناده، وبطلب ورغبة ورضا لبناني يكاد يكون شاملا لولا «واحد تبقى من آذار-مارس». وعليه فإن زيارة أحمدي نجاد أو بشار الأسد أو الطيب أردوغان إلى لبنان إنما هي حركة في الاتجاه الصحيح تحضر لها الدولة اللبنانية الحقيقية القائمة على تحالف الجيش والمقاومة والشعب، ولا دخل لأحد أي أحد من الحاسدين أو الحاقدين أو المتحاملين على الاستراتيجية الوطنية للدفاع، والتي يتم رسمها بقيادة الرئيس اللبناني التوافقي العماد ميشيل سليمان.

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني