أصبحت ساحتنا السياسية مليئة بالمعلومات المغلوطة والأكاذيب، وصار الكل مشاركا في نشر هذه الأكاذيب عبر نقلها وتداولها، إما بقصد، وإما بطيب نية دون التثبت من صحتها، سواء من وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، أو المدونات والمنتديات، أو من عموم الناس في مجالسهم.

Ad

وهذا الأمر السقيم، هو أمر متوقع، فعندما تغيب الحقيقة لابد أن تملأ السلة بأي شيء ولا أسهل من ملئها بالأكاذيب والمغالطات التي لا تقوم على أي أساس!

لكن أكثر الإشاعات التي تدور ويتناقلها الناس هي تلك المتعلقة بدور أبناء الأسرة الحاكمة في ما يجري، وربط أسماء معينة منهم بما شاع تسميته بين الناس بالفساد السياسي والمالي والإعلامي وغيرها من الدوائر الفاسدة والأدوار الشريرة!

منذ يومين هاتفني أحد الأصدقاء قائلا: هل علمت بالخبر؟ قلت له هات ما عندك. قال: لقد انهار «الجاهل» تحت وطأة التحقيق واعترف وهو يبكي بأسماء من يحرضونه ويمولونه، ومنهم فلان وفلان وفلان، وجاء من بينهم باسم أحد أبناء الأسرة الحاكمة. قلت له وما مصدرك؟ قال بلغني ذلك، ناهيك عن أن الأمر منشور على الإنترنت! فأجبته بأن هذا ليس بدليل.

أغلب مواقع الإنترنت وكتّاب المدونات ومعلقي المنتديات وعموم الناس صاروا تتجرؤون وبلا تردد على زج أسماء «الشيوخ» من أبناء الأسرة الحاكمة في أغلب ما يجري من أحداث، ويجعلونهم الأبطال في لعب أدوار «الشر»، والحقيقة أني لا ألومهم في ذلك، لأن «الشيوخ» هم من وضعوا نفسهم في هذا المقام، إما بسوء التصرفات فعلا، من خلال انخراط بعضهم وللأسف، في لعب أدوار بطولة في بعض مسلسلات الفساد السياسي والإعلامي والمالي الذي يجري منذ سنوات، مما أدى إلى تشويه صورة الأسرة الحاكمة بشكل عام، وإما بالصمت الغريب لأبناء الأسرة الحاكمة عما يقال ويثار حولها، وعدم لجوئها إلى التصدي له وتفنيده والرد عليه!

يضاف إلى هذا الكثير من التصرفات السياسية البعيدة عن الحصافة والحكمة والدبلوماسية عندما يتسلم أحد من أبناء هذه الأسرة منصبا سياسيا، مثل تصرفات وتصريحات وزيري الداخلية والإعلام أخيرا، مما أثار حفيظة الناس ضدهما وضد الأسرة ككل، وجعلهم، أي الناس، أكثر ميلا إلى إلصاق كل حكاية مغلوطة لا رأس لها ولا ذيل على جدار هذه الأسرة!

أجزم بأن الأسرة الحاكمة اليوم تعيش مرحلة أشبه بعزلة شعبية لم تمر عليها على مر تاريخها على هذه الأرض، فقد صار الدفاع عنها قولا أو كتابة بل حتى مجرد الاقتراب من دائرتها، بحد ذاته تهمة سافرة تمشي بلا قدمين، وصار البعد عنها غنيمة كما يقولون!

أعتقد أنه قد آن الأوان لمجلس الأسرة أن يوقف هذا التدهور المتواصل والسريع، وأن يتخذ إجراءات حازمة تجاه ما يجري من بعض أبنائه وكذلك تجاه ما يقال تجاه الأسرة خصوصا تلك الأكاذيب والتلفيقات التي لا تستند إلى أي دليل، وألا يُكتفى بالصمت والمراهنة على أن «الزمان» كفيل بمعالجة الأمر وتصحيح الأوضاع.

ولا نقول هذا الكلام إلا من باب إيماننا بأن المحافظة على هيبة الأسرة الحاكمة ومكانتها أمر أساسي مهم لاستقرار الوضع السياسي في بلدنا.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة