علمت "الجريدة" من مصادر واسعة الاطلاع في بيروت، أنه لا زيارة لرئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد وزاري لسورية الأسبوع المقبل.

Ad

وعلقت مصادر قريبة من الرئيس الحريري على هذه المعلومات بالقول، إن مقاربة الموضوع من هذه الزاوية في غير محلها، لأن الجانبين اللبناني والسوري لم يتفقا يوماً على موعد محدد لهذه الزيارة، بل إنهما اتفقا على مبدأ قيام الزيارة بعد استكمال الاستعدادات اللازمة لنجاحها، ولاسيما منها الملفات التي سيحملها الحريري والوفد المرافق سواء تلك المتعلقة بالاتفاقات اللبنانية- السورية الموقعة بين البلدين، أو تلك التي يفترض إنجازها لتوقيعها خلال الزيارة المرتقبة، أو الآليات التنفيذية لوضع ما سيصار إلى الاتفاق عليه في شأن الأمور العالقة بين البلدين لا التنفيذ.

وتشير المصادر في ضوء هذه المقاربة الى أن كل ما يتم التداول به إعلامياً عن مواعيد محددة للزيارة غير صحيح، في انتظار استكمال الاستعدادات والاتصالات بين الجانبين.

لكن المتابعين للشأن السياسي والمراقبين لتطور العلاقات اللبنانية–السورية، لاسيما على مدى الأيام القليلة الماضية، يبدون اعتقادهم أن تأخر الزيارة يتجاوز المسائل التقنية إلى مسائل جوهرية يبدو أن دمشق تحاول الحصول عليها قبل الزيارة.

ويذهب البعض إلى حد الحديث عن ضغوطات سورية مباشرة وغير مباشرة على الجانب اللبناني عموماً وعلى رئيس الحكومة سعد الحريري خصوصاً، بما من شأنه أن يعزز الموقف السوري ووجهة نظر دمشق من المسائل المطروحة بين البلدين خلال الزيارة.

ويتوقف هؤلاء خصوصاً عند سلسلة "النشاطات اللبنانية" التي بادر إليها الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأيام الماضية بدءاً بالمقابلة التلفزيونية التي أدلى بها إلى تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله"، وانتهاء باستقباله كلاً من النائب طلال أرسلان واللواء المتقاعد جميل السيد، وإعلان الوزير السابق وئام وهاب أنه سيزور الرئيس الأسد الأسبوع المقبل، ويعتبرون أن هذه الاستقبالات تناقض كلام الأسد خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة عن قرار سوري بعدم الدخول في التفاصيل اللبنانية، وبالتالي فهي تناقض الحديث المتكرر عن بناء علاقات لبنانية-سورية على قاعدة من دولة إلى دولة.

وإذا كان القريبون من سورية يعتبرون هذه الاستقبالات تتمة لزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لسورية، بمعنى أن القيادة السورية وفي إطار قرارها عدم التدخل في التفاصيل اللبنانية تعمدت استقبال النائب أرسلان وتستعد لاستقبال الوزير السابق وئام وهاب، لئلا تفسر زيارة جنبلاط كأنها أداة استقواء لفريق درزي لبناني في مواجهة الفرقاء الآخرين المنافسين له سياسياً وحزبياً على الساحة الدرزية، فإن المتخوفين من عودة النفوذ السياسي السوري إلى لبنان ينظرون بكثير من الخشية إلى استقبال الرئيس السوري بشار الأسد للواء المتقاعد جميل السيد، الذي لم يعد يشغل أي منصب رسمي أو موقع سياسي، ويعتبرونه مؤشراً على مضي سورية قدماً في دعم مجموعة من المتعاطفين معها الساعين إلى إحداث انقلاب في التوازنات السياسية القائمة على الساحة اللبنانية.

وفي رأي هؤلاء فإن عدم حصول زيارة الحريري لسورية على رأس وفد وزاري بعد، ناجم عن رغبة سورية في استكمال المشهد السياسي الضاغط الذي ترغب في حصول الزيارة في ظله لتأتي نتائجها أكثر ملاءمة لتطلعاتها اللبنانية، وهو ما يؤشر عملياً إلى أن الجانب اللبناني الرسمي لم يبد من خلال التحضيرات ما يكفي من الاستعدادات لتسديد الثمن السياسي للزيارة.