مصر: خبراء يشيرون إلى انقسام «الوطني» بين مبارك الأب والابن
أكد خبراء وسياسيون مصريون أمس أن تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة، بشأن ترحيبه بما أسماه استعداد الأحزاب المصرية المعارضة للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل، وترحيبه بكل "من يملك القدرة على العطاء من أجل مصر وشعبها"، تأتي من باب المجاملة، ولا تؤدي إلى أي خطوات فعلية، بقدر ما تكشف عن انقسام بين قيادات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، بشأن اسم المرشح، بين مبارك الأب ومبارك الابن، خصوصا أن هذه التصريحات جاءت على الرغم من تأكيدات نجله جمال مبارك في الفترة الأخيرة أنه لا حديث عن انتخابات الرئاسة في الوقت الراهن.وشدد الخبراء على أن مبارك الاب لن يسمح للمستقلين، أمثال مدير عام وكالة الطاقة الذرية السابق محمد البرادعي وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، بالترشح للانتخابات، نظراً إلى أن ذلك يتطلب تعديل المادة 76 من الدستور، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحدث في الوقت الراهن.
واعتبر رئيس مركز يافا للدراسات الاستراتيجية رفعت سيد أحمد أن تصريح مبارك الاب نوع من "فض المجالس"، اذ "لا يوجد منافس حقيقي لغياب الضمانات القانونية الدستورية لحرية الانتخابات والإشراف القضائي عليها"، مشيراً إلى أن "هناك سيناريو متوقعاً لانتخابات الرئاسة المقبلة، يتمثل في أن يكون مبارك الاب المرشح للرئاسة في سنواته الأولى، ثم يقرر اعتزال العمل السياسي، وفي هذه اللحظة يتم انتخاب مبارك الابن رئيساً للجمهورية". وقال النائب في "مجلس الشعب" حمدين صباحي، الذي أعلن اعتزامه الترشح للرئاسة، إن مبارك يقصد في تصريحاته "الأحزاب وليس المستقلين، لأن ترشح المستقلين يتطلب تعديل المادة 76 من الدستور، والتي لا يمكن أن تتغير إلا في ظل ضغط شعبي".ورأى صباحي أن "تناقض تصريحات قيادات الحزب الوطني مع مبارك يعكس انقساماً بين القيادات في الحزب، بين من يتكتمون على اسم المرشح القادم للحزب الحاكم، وهم مَنْ يريدون ترشيح جمال مبارك، ومن ينتظرون إعلان اسم الرئيس مبارك مرشحاً للانتخابات المقبلة".من جانبه، استبعد أستاذ العلوم السياسية وعضو أمانة السياسات في الحزب الوطني جهاد عودة أن يكون الرئيس مبارك قد تطرق بشكل مباشر أو غير مباشر إلى ترشح المستقلين لرئاسة الجمهورية، "حيث حدد الرئيس المنافسة بين الحزب الوطني وأحزاب المعارضة"، مشيراً إلى أن "حديث الرئيس عن انتخابات الرئاسة في الوقت الحالي جاء باعتباره رئيس الجمهورية، والقائم بالعمل في الوقت الحالي والمستقبل، وليس رئيس الحزب الوطني، وبالتالي فحديثه كان في سياق عام وموجه إلى الشعب المصري وليس إلى أعضاء الحزب".