نقل عن رئيس مجلس إدارة شركة بهارتي أيرتل الهندية قوله إن الأمر سيتضح بشأن تمويل عرضها لشراء أصول إفريقية لشركة الاتصالات المتنقلة (زين) خلال الأسبوع الحالي، وتتوقع الشركة سعراً جيداً إذا قبلت تحمل ديون على زين إفريقيا.

Ad

علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن عددا من البنوك المحلية بينها بنك اسلامي تجري مفاوضات لتمويل صفقة شراء شركة بهارتي ايرتل الهندية لاصول شركة الاتصالات المتنقلة (زين) في إفريقيا بقيمة 9 مليارات دولار، اضافة الى 1.7 مليار دولار قيمة ديون مسجلة في دفاتر زين افريقيا.

ورجحت المصادر أن تجتمع البنوك المحلية مع وفد من الشركة الهندية في وقت قريب خلال الأسبوع الجاري، للاتفاق على المشاركة في تمويل الصفقة.

على الصعيد نفسه، نقل عن رئيس مجلس ادارة شركة بهارتي أيرتل الهندية قوله إن الأمر سيتضح بشأن تمويل عرضها لشراء اصول افريقية لشركة الاتصالات المتنقلة (زين) خلال الأسبوع الحالي، وتتوقع الشركة سعرا جيدا اذا قبلت تحمل ديون على زين إفريقيا.

وفي تصريحات نشرها موقع قناة "سي ان بي سي" الأميركية التلفزيونية على الإنترنت أبلغ سونيل ميتال القناة ايضا أنه على ثقة من استكمال الصفقة التي تقدر قيمتها بـ 9 مليارات دولار بنهاية أبريل.

وتجري "بهارتي" مباحثات حصرية مع شركة زين حتى 25 مارس، لشراء أصول الشركة في 15 دولة افريقية، ووافقت على سداد قيمة تبلغ 10.7 مليارات دولار، بينها 1.7 مليار دولار قيمة ديون مسجلة في دفاتر زين افريقيا.

وانخفضت القيمة السوقية للشركة الهندية الرائدة في خدمات الهاتف المحمول 11.5 في المئة، أو نحو ثلاثة مليارات دولار هذا الاسبوع منذ أن أكدت سعيها إلى اتمام الصفقة، وذلك بفعل مخاوف من أن الدين المرتفع لتمويل الصفقة قد يرهق ميزانيتها.

وأغلقت أسهم شركة الاتصالات الهندية منخفضة 1 في المئة، أمس الأول الجمعة.

ويعتبر الحصول على قرض أكثر الخيارات المرجحة أمام الشركة الهندية، لكن تقارير صحافية تحدثت عن خيارات تمويل أخرى مثل اصدار حقوق أولوية أو تخصيص أسهم تفضيلية لشركة سنجتل التي تملك 32 في المئة في "بهارتي".

وأبلغ ميتال القناة التلفزيونية ان الشركة مازالت تناقش خطط تمويل الصفقة.

ونقل عن ميتال قوله: "كلنا يعلم أن الاموال متاحة كيف نرغب في الحصول عليها، هناك سبل كثيرة لعمل هذا وذلك ما نناقشه بالتحديد في الوقت الحالي، استطيع أن اقول إنه بنهاية الاسبوع الحالي ستكون لدينا صورة واضحة"، واضاف: "هناك احتمالية كافية للحصول على قرض".

تصفية الأصول

 

لكن تصفية أصول "زين" في إفريقيا قد يفرض عليها وضع شركة اتصالات متنقلة محلية تدير عملياتها في دولتين إفريقيتين فقط وفي ست دول شرق أوسطية، على أن تسلط الضوء على أسواق كبيرة كالكويت والمملكة العربية السعودية والعراق.

وأعلن المحلل عرفان علام من شركة المال كابيتال في دبي: "بالنظر إلى نضوج العمليات في الشرق الأوسط وإلى المنافسة الشديدة في السوق الكويتي الذي يعتبر ديار زين، نتوقع تراجعاً في وتيرة نمو الدخل".

وكانت استقالة الرئيس التنفيذي سعد البراك في وقت سابق من الشهر الجاري قد أفسحت المجال أمام الخروج من إفريقيا، لينتهي بذلك خلاف مستمر منذ سنة تقريباً بين المساهمين والإدارة بشأن مستقبل الشركة، على حد تعبير المحللين.

واعتبرت "مجموعة الخرافي" بمنزلة المحفّز الأساسي لبيع أصول إفريقيا بعد الوصول إلى حائط مسدود في محاولة بيع حصة مسيطرة نسبتها 46 في المئة في "زين" لكونسورتيوم هندي ماليزي لقاء 13.7 مليار دولار تقريباً، وقال المحللون إن العملية لم تلق دعم البراك.

وأعلن سيمون سيمونيان، وهو محلل لقطاع الاتصالات في شركة شعاع كابيتال في دبي: "إن الدكتور البراك هو الذي حدد عام 2011 عام هدف، لكن الأزمة المالية حصلت وطلب مساهم كبير بعض السيولة، وكان في حاجة إلى بيع بعض الأصول".

وعندما تولى البراك سدّة رئاسة "زين" في عام 2002، ترأس نزعة تملك ناشطة وسط مساع هدفت إلى تحويل شركة الاتصالات المتنقلة المحلية إلى شركة عالمية. وتملكت الشركة أصولاً كتلك التي تعود إلى "سلتل إنترناشيونال" الهولندية لقاء 3.4 مليارات دولار في عام 2005، ما منح "زين" موطأ قدم في السوق الإفريقي الذي نقصه التطور.

تقلص الشراء

وتسببت موجة الشراء التي أقدمت عليها "زين" في منحى ذي نطاق أوسع في أوساط شركات الاتصالات الحكومية الخليجية الأخرى الغارقة في دولارات النفط، وقد غامرت إلى الخارج لاستقطاب مصادر دخل جديدة بعد أن وضع حدّ للاحتكار الذي أقدمت عليه الشركات محلياً.

وبدأت "زين" تعكس استراتيجيتها بعد أن أعلنت السنة الماضية مراجعة استراتيجية لعملياتها الإفريقية، وإثر محاولتين لبيع أصول إفريقيا ونزعة لاحقة أقدمت عليها مجموعة "الخرافي" لبيع حصة مسيطرة.

ومن المرجح أن تركز "زين" الآن على تقليص التكاليف، والارتقاء بمستوى الفعالية وتعزيز الدخل الناتج عن خدمة تقديم المعلومات، التي تشكل أحد مصادر نمو العائدات الأولى في منطقة الخليج العربي، المعروفة بثروات الطاقة التي تملكها، وحيث تتجاوز معدلات الاختراق نسبة 100 في المئة لبعض الدول، على حدّ تعبير المحللين.

كما ستساهم حصيلة عملية بيع الأصول الإفريقية أيضا في إعطاء دفع إلى وضع "زين" المالي، كما أشار المحللون. فقد واجهت الشركة صعوبات لتعزيز عائداتها في 2009، بسبب الأزمة المالية العالمية، وتقلبات العملات الأجنبية وارتفاع النفقات الرأسمالية.

 توزيع الأرباح

"نتوقع أن توزع "زين" أنصبة أرباح على المساهمين، وتستخدم جزءاً من الأموال النقدية لاستثمارها في عمليات يتم تنفيذها في بلدان أخرى، مثل العراق والسعودية"، كما أشار علام من "المال". وأضاف: "ويحتمل أن تقوم الشركة أيضا بخفض مستوى ديونها".

هذا ووفرت عمليات "زين" في إفريقيا مجالاً للنمو، لكنها تحولت إلى عبء ألقى بظلاله على الأرباح في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف الاستثمارات وازداد التنافس حدة، بحسب المحللين.

وأضاف علام من "المال": "عندما دخلت الشركة إلى القارة السمراء للمرة الأولى، لم تكن المنافسة منتشرة في السوق بقدر ما هي عليه الآن، لاسيما من قبل شركات تشغيل الاتصالات الدولية التي تحظى بتمويل جيد، مثل فودافون وفرانس تيليكوم وأم تي أن".

ولعبت النتائج المحبطة التي سجّلتها عمليات "زين" الإفريقية دوراً بارزاً في التخفيف من وهج أداء الشركة خلال الربع الثالث، هذا الأداء الذي شمل انزلاقاً بنسبة 53 في المئة في الأرباح مقارنة بالسنة الفائتة، بسبب ارتفاع تكاليف التمويل وتقلبات العملات.

وفي حين أن المشتركين الإفريقيين شكلوا 58 في المئة تقريباً من إجمالي المسجلين البالغ عددهم 71.8 مليون في شبكة "زين" في نهاية سبتمبر 2009، فإن العمليات الإفريقية، بعيداً عن السودان، ساهمت بنسبة لا تتعدى 33 في المئة تقريباً في أرباح الشركة قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك وإطفاء الدين خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة، وفقاً للتقديرات الصادرة عن المحللين.

وفي السياق عينه، أكد شين غاردينر، أحد المحللين لدى "مورغان ستانلي" في دبي أن "الانهيار الحاد المسجل في قيمة الاستثمارات في إفريقيا شكل أحد الأعباء التي ألقت بظلالها على صافي عائدات الشركة. وقد تساعد هذه الصفقة (لبيع الأصول الإفريقية) صافي العائد على الانتعاش إلى مستويات أفضل".