أحد أوجه قضية الرياضة هو صراع بين بساطة الحقيقة والتعقيد المضلل... بين المانشيت العريض ومتاهة التفاصيل، فبمواجهة حقيقة أن القضية محسومة بإقرار قوانين الإصلاح الرياضي وتصديق سمو الأمير عليها، يجاهد تكتل أحمد وطلال في إغراق الساحة بالأرقام والتواريخ والمراسلات لإيهام المتابع بأن القضية أعقد مما يتصور، حتى يتوه في التفاصيل وتخلـق غشاوة تغطي المانشيت العريض، وهو أن هناك قوانين دستورية سيادية يجب تطبيقها. هكذا، لا أكثر ولا أقل، نقطة على السطر.
ومن ضمن هذا الأسلوب جاء بيان تكتل أحمد وطلال يوم الأحد الماضي رداً على قرار هيئة الشباب والرياضة حل مجالس إدارات أندية التكتل، ولكن ثمة جملة في البيان تفصح لنا عن العالم الذي يعيش فيه التكتل، وهو عالم لا يُعترَف به بسيادة دولة الكويت وقوانينها الدستورية، إذ يقول طلال الفهد ورفاقه في بيانهم الآتي: «اشترطنا في 21 مايو 2009 أن يتم تفعيل التعديل على المادة 32 من لائحة النظام الأساسي لاتحادنا بعد تعديل القوانين الرياضية المحلية لتكون متوافقة مع لائحة الاتحاد الدولي والميثاق الأولمبي...».لنقف عند كلمة «اشترطنا» ونطرح سؤالاً على تكتل أحمد وطلال: مَن أنتم حتى تشترطوا؟ مَن تكونون وبأي حق وبأي صفة؟ إن كنتم لا تعلمون، فإن من أبجديات وجود الدول- خصوصاً إذا كانت دستورية- هو تدوال اقتراحات ومشاريع القوانين بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في هذه المرحلة يمكنكم مناقشتها، ولكن ما إن تُقر حتى تصبح قوانين واجبة النفاذ على كل مَن يعيش ضمن حدود الدولة وغير قابلة للنقاش، وبما أنكم مواطنون في دولة الكويت الدستورية التي تحكمها القوانين، فإن تطبيقها والانصياع لها واجب عليكم وليس تكرماً منكم، أما اشتراطاتكم فهي تمرد على الدولة وتحدٍ لسلطاتها وعصيان لقوانينها واستخفاف بتصديق سمو الأمير عليها، مهما حاولتم إضاعة «الصقلة» بالتفاصيل.أما الجمعية العمومية الزائفة التي نصَّب بها التكتل اتحاداً غير شرعي، وما تبعها من «حب خشوم» أمام الكاميرات، فعلاوة على كونها مسرحية بإخراج ضعيف وقائمة على الحركات البهلوانية فقط وتفتقر إلى جودة النص، فإنها أيضاً تمرد صارخ على الدولة وقوانينها، إذ لم يعد لهم أي صفة بعد انتفاء عضوياتهم في مجالس إدارات الأندية بعد حلها، وما قاموا به هو استيلاء- نعم استيلاء- على منشآت نادي القادسية مسرحاً لهم بغير وجه حق.أخيراً، لا شك أن وزير الشؤون د. محمد العفاسي ومدير الهيئة فيصل الجزاف يواجهان ضغوطاً وحملات ضدهما نتيجة خطواتهما الشجاعة، فليعلما أنهما على حق وليستمرا كذلك، فللحق أنصارٌ يدافعون عنه.Dessertسؤال لمن في أيديهم الأمر: ما الرسالة المراد إيصالها إلى الناس إذا كان يسمح لابن أخ الأمير وولي العهد، وابن عم رئيس الوزراء وشقيق نائبه، وهو شيخ من ذرية مبارك ويحق له الحكم يوماً ما، أن يسرح ويمرح بتحدي الدولة وكسر قوانينها من دون حساب وعقاب؟ أو على الأقل عتاب!
مقالات
من أنت حتى تشترط؟
19-11-2009