معظم خبراء الاقتصاد يقولون إن مرحلة الركود العالمي ربما تكون وصلت إلى نهايتها، وإن فترة التعافي قد بدأت فعلاً، ولكن الطلب على الطاقة يتراجع ومن المرجح أن يستمر في هذا المسار طوال عام 2010.

Ad

قال تحليل نشرته "آوتلوك اكسبرس" إن السنة الحالية تحمل الكثير من التطورات في عالم النفط، ولعل أبرزها الضبابية وعدم اليقين إزاء المستقبل، وكما قال أحد كبار رجال النفط والغاز في الولايات المتحدة غاري آدامز أخيرا فإن مشاعر القلق العميق تحيط بهذه الصناعة وتجعلها مثقلة بالمتاعب الى حد كبير. وكان آدامز يشير في حديثه خلال المؤتمر السنوي للنفط والغاز، الذي عقد في هيوستن، الى نتائج دراسة جديدة لخبراء في صناعة النفط، والتي أبرزت المخاوف من تشريعات أميركية في مجال تغير المناخ، غير أن ذلك قد ينسحب بالمثل على معظم جوانب هذه الصناعة في الوقت الراهن.

وأضاف التحليل أن معظم خبراء الاقتصاد يقولون إن مرحلة الركود العالمي ربما تكون وصلت الى نهايتها، وان فترة التعافي قد بدأت فعلا، ولكن الطلب على الطاقة يتراجع، ومن المرجح أن يستمر في هذا المسار طوال عام 2010. وفي الولايات المتحدة، وهي أكبر مستهلك للطاقة في العالم، تراجع الطلب على النفط بحوالي 9 في المئة عن معدلات الذروة في بداية العقد الماضي، "ومن غير المحتمل أن نستعيد تلك المعدلات مطلقا".

وحتى مع النمو السريع في الصين، التي من المتوقع أن تماثل الولايات المتحدة في استهلاك الفرد للطاقة بحلول عام 2018، يرى ستيفن كوبتز العضو المنتدب لشركة دوغلاس وستوود "أن الاستهلاك العالمي للنفط سوف يصل الى زهاء 100 مليون برميل في اليوم كحد أقصى، وان ذلك "كان يعتبر حقا توقعا متشائما قبل عامين، وأنا أقول اليوم إنه أقرب الى التفاؤل بقدر قليل".

وفي تقدير المحللين فإن سعر برميل النفط سيصل الى معدل وسطي يبلغ حوالي 75 دولارا في 2010، ثم يرتفع الى 82 دولارا في السنة المقبلة، وقد تكون هذه الأرقام بمنزلة صورة متفائلة أيضا حسب رأي كبير خبراء الطاقة في بنك دويتشه (آدم سيمنسكي) الذي على الرغم من موافقته بشكل واسع على متوسط أسعار النفط لعام 2011، لكنه يرى أن أسعار العام الحالي سوف تكون أقرب الى 65 دولارا للبرميل.

ومضى التحليل الى القول إن خبراء الطاقة لدى بنك دويتشه يشعرون بشيء من التشاؤم لأنهم يعتقدون ان التعافي الاقتصادي سيكون أشبه بموجة "جيبية"، وأن الأوضاع لن ترجع الى حالة الركود ولكن الى مجرد تباطؤ فقط.

يشار الى أن مؤتمر هيوستن انعقد أثناء اجتماع قادة العالم في كوبنهاغن بغية التوصل الى اتفاقية بشأن انبعاثات غازات بيوت الدفيئة، وهو ما طرح العديد من جوانب عدم اليقين على الصعيد السياسي بالنسبة الى عام 2010، وقد تقدم المشرعون في الولايات المتحدة بالعديد من الخطط الرامية الى خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، وقال أحد كبار الخبراء في هذا الميدان إن الولايات المتحدة تعلم "ان علينا أن نحدد سعرا للكربون غير أن الشكل الذي سوف يكون عليه ذلك السعر سيختلف من منطقة الى اخرى ومن صناعة الى صناعة".

من جهة اخرى، قال كوبتز إن علينا أن نعيد التفكير في مسألة استخدام الغاز الطبيعي في سياق السياسة الوطنية الأميركية، وهي فكرة تحظى بدعم من جانب خبراء الطاقة في الولايات المتحدة الذين يرون أن السياسات الفدرالية يجب أن تشجع الابتعاد عن استخدام المصانع التي تعمل بواسطة الفحم الحجري، والتي عفا عليها الزمن للانتقال الى مصانع تعمل بالغاز وتكون انبعاثات الكربون فيها أقل شدة، إضافة الى تشجيع استخدام الغاز الطبيعي بقدر أكبر في المواصلات والنقل، وحسب خبراء الطاقة ايضا فإن عملية حبس وتخزين الكربون سوف تتحول الى "صناعة نمو للنفط والغاز مع عثور العديد من الشركات على سبل لحقن ثاني اكسيد الكربون داخل خزانات، من أجل تحسين التعافي وخفض الانبعاثات الغازية".